الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيستمر تكيس المبايض معي طيلة عمري رغم العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، عزباء، أعاني من تكيس المبايض منذ البلوغ، جاءني كيس حجمه كبير جداً على المبيض تقريباً قبل خمس سنوات، وتناولت علاج فينام -ولله الحمد- ذهب التكيس، وأثناء حدوث التكيس تأتيني الدورة مرتين في الشهر، والآن رجع لي التكيس على المبيض وحجمه صغير -ولله الحمد-، وأتناول علاج (فينام) و(بروجيلوتين) و(زهرة الربيع)، واليوم أول يوم لتناول العلاج.

وقد أتاني قبل أربع سنوات تضخم الغدة الدرقية، وأصبحت كبيرة جداً لا أستطيع تحريك رقبتي، لكن عند العلاج سحبوا الغده بإبرة وخرج منها شيء أصفر، وذهبت –والحمد لله-، لكن توقعتها تكيساً وليس غدة؛ لأنه تم إخراجها بإبرة، لكن ما يسبب لي القلق والخوف أن يستمر معي التكيس طيلة حياتي، يعني يأتي وأعالجه ويذهب، ثم يأتي مرة أخرى، وسمعت أن من يأتيها تكيس على المبيض بكثرة، لا تستطيع إنجاب أبناء وتصبح عقيماً.

أرجو إفادتي لكي أطمئن، وشكراً لكِ دكتورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ جميله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ظاهرة التكيس على المبايض من مضاعفات السمنة، التي زاد معدلها في السنوات الخيرة بسبب الخلل الكبير في التغذية، وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية الكبيرة، وتناول الحلويات والشكولاتة والمياه الغازية، ووجبات المطاعم، ويتبع ذلك الإقلال من الحركة، والجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة هرمون الأنسولين، وزيادة هرمون الذكورة عن المعدل المعروف لدى السيدات والفتيات، وكذلك زيادة هرمون الحليب، وكل ذلك يؤدي إلى اضطراب في الدورة، وظهور الشعر في بعض مناطق من الجسم مثل: الوجه، والصدر والبطن، وكذلك يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وهذه الحالة تعرف بمتلازمة التكيس على المبايض pcos.

وفي متلازمة تكيس المبايض يجب المتابعة مع طبيبة النساء والولادة، من خلال متابعة الهرمونات والسونار على الرحم والمبايض، ومتابعة هرمونات الغدة الدرقية؛ لأن الكسل أو النشاط الزائد في وظائف الغدة يؤدي إلى خلل في الدورة، خصوصاً ونحن لم نعرف على وجه الدقة ما حدث للغدة عندك قبل أربع سنوات، لكن هناك خطوات يمكنك السير عليها لمعالجة هذا الأمر، ومنها:

أولاً: استخدام حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة، ولا قلق من استخدامها؛ لأنها هرمونات مثل تلك الموجودة في دم النساء بشكل طبيعي، وهذه الحبوب عند التوقف عن استخدامها في نهاية الشهر تؤدي لنزول الدورة بشكل طبيعي، وفي الوقت نفسه تساعد على علاج التكيس، وهناك أنواع كثيرة من هذه الحبوب مثل حبوب الياسمين ذات الهرمونين، تستخدم يومياً والتوقف في نهاية الشريط حتى تنزل الدورة، ثم البدء بالشريط التالي.

ثانياً: استخدام أقراص (جلوكوفاج Glucophage)، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد؛ لأن ارتفاع هرمون الأنسولين في حالة التكيس يحتاج إلى هذا الدواء، وبالتالي يقل مستوى هرمون الذكورة إلى المعدل الطبيعي، وبالتالي يتم علاج مشكلة حب الشباب والشعر الزائد في حالة وجودهما.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل (total fertility)، ويجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية لعلاج التكيس من خلال التجارب الشخصية، أعشاب البردقوش وتشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة يمكن شربها مرتين يومياً فهي تساعد على التبويض الجيد، وكما ذكرت علاج (زهرة الربيع)، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد للمناعة، ولعلاج الإمساك والهضم، ومشاكل المبايض وآمنة طبياً، مع المتابعة الطبية -كما قلنا- لأن علاج التكيس مهم جداً قبل الزواج لزيادة فرص الحمل -إن شاء الله-.

حبوب (فينام Fenam) هي من الأدوية التي تساعد في وقف النزيف من خلال عملها على الـ (بروستاجلاندين) Mefenamic acid BP 500 mg /tablet، لكنها لا تعالج التكيس، ولا بأس من استخدامها مع استخدام حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة، ولن تحتاجي إليها بعد ذلك، ويجب عمل تحليل صورة دم كاملة، لمعرفة هل هناك ضعف في الدم؟ مع أخذ الفيتامينات المطلوبة في حالة الحاجة لذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ام عبدو

    شكرًا يا دكتور لقد استفدت كتيرامن كلامك،، وأنا أيضاً كنت متلازمة التكيس، ولقد أخذت ,جلوكوفاج, الذى تحدثت عنه ،،،،ولقد انجبت والحمد لله ،،،،،،،،وابنى الآن يبلغ سنتين ونصف وأبنتى تسع اشهربعد خمس سنوات من زواجى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً