الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أحلام اليقظة، وأكلم نفسي، فهل سأصاب بالجنون؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 15 سنة، أعاني من صداع دائم، وكذلك أعاني من أحلام اليقظة منذ الصغر، وأكلم نفسي خاصة عندما أكون حزينة، ودائما أفكر في مواقفي في الماضي، فأتألم عندما أتذكر شيئا غير لطيف، أو كلمة قلتها وليست في محلها، حتى لو كانت مؤلمة، وشخصيتي ضعيفة، وأغار بشدة ممن هم أفضل مني، ولا أستطيع المواجهة، وأخاف من التحدث في التجمعات الكبيرة، رغم أني أحاول، ولكني لا أستطيع أحيانا.

ولقد حاولت أن أحل هذه المشكلة، فذهبت إلى أخصائي اجتماعي لمدة سنتين ولكن دون أي فائدة، وكان يقول لي بأني انطوائية، ولكني لا أشعر بذلك.

سؤالي:

ما هو علاج حالتي؟، وهل أحتاج إلى أن أذهب إلى دكتور نفساني مرة أخرى؟، وهل ستأتي علي مرحلة أصاب بها بالجنون أو الهلوسة؟، وإذا ذهبت إلى الدكتور ما هي الخطوات التي سيتبعها لعلاجي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أحلام اليقظة التي تأتي في شكل أفكارٍ متداخلة ومكثفة وغير مترابطة في أثناء اليقظة؛ هي ظاهرة طبيعية إلى حدٍّ كبير في مراحل الطفولة المتأخرة واليفاعة وما بعد البلوغ، وحتى في فترة الشباب الأولى.

وأحلام اليقظة إذا كانت مزعجة، أو مضيعة للوقت، أو تخل بخيال الإنسان وطريقة تفكيره؛ هنا لا بد أن يُحدّ منها، وهذا ليس بالصعب.

أولاً: بالنسبة للأفكار التي تأتيك، ويكون فيها مبالغة وغير مرتبطة بالواقع: فهذه منذ البداية يجب أن تصرفي انتباهك عنها، وتفكري في أمر آخر، أو تقومي بالانخراط في نشاط يشغلك عن هذه الأفكار، ويصرف انتباهك بعيدًا عنها.

ثانيًا: أحلام اليقظة التي تأتي في شكل قصص درامية، وتكون نهاياتها سيئة، هنا يمكن أن تبدلي نهايتها بنهاية سعيدة، يعني أن تقومي أنت بإضافات جديدة، مع حذف النهاية السيئة للقصة، أو الدراما الفكرية التي مررت بها، وهذه طريقة أيضًا جيدة جدًّا، بمعنى أن الإنسان يمكن أن يبني نهايات سعيدة ليزيل أو يهدم النهايات السيئة للأفكار التي تأتيه من خلال أحلام اليقظة.

ثالثًا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تقلل كثيرًا من أحلام اليقظة، كما أن أحد الجوانب التي تُثيرها هي القلق النفسي الداخلي، وهذا القلق يكون قلقًا مقنعًا - أي محتقنًا وليس ظاهرًا -، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 2136015، أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها من تمارين.

رابعًا: قراءة القرآن الكريم بتمعن وتدبر وتركيز، فهذا سيساعدك كثيرًا في التخلص من أحلام اليقظة القلقية المتشبعة - أي الكثيرة والكثيفة - والتي تسبب لك القلق.

هذا بالنسبة لأحلام اليقظة.

أما بالنسبة لمفهومك حول أن شخصيتك ضعيفة:
أعتقد أن هذا المفهوم ليس صحيحًا، وكثيرًا من الناس تأتيهم أفكار واعتقادات، بل ويصلون إلى قناعات حول ذواتهم وأنفسهم، وتكون هذه القناعات خاطئة، ولا تقوم على أي أساس، فأرجو أن يكون هنالك نوع من التحدي لهذه الأفكار السلبية.

من الذي قال لك أن شخصيتك ضعيفة؟! هذا الكلام ليس صحيحًا، وعليك أن تقومي بتطبيق عملي من خلال التواصل الاجتماعي مع صديقاتك، كوني نشطة داخل المنزل، كوني بارة بوالديك، احسبي إنجازاتك، نظمي وقتك، وهذا سيعطيك شعورًا تامًا بأنك لست ضعيفة الشخصية.

كما أرجو ألا تخافي من الفشل، فأنت في بدايات الحياة الحقيقية، والآن لديك طاقات نفسية وجسدية كثيرة جدًّا، فيجب أن تستفيدي منها، ولابد أن يكون لك أسبقيات، ما هي الأشياء التي تودين إنجازها؟، قطعًا تزودي بسلاح العلم وسلاح الدين، وأن تكوني شخصية معتبرة ومحترمة، وأن تُكثري من الاطلاع ومن القراءة، وأن ترفهي على نفسك بما هو طيب وجيد، فهذا سيجعلك أكثر ثقة في نفسك.

الموضوع لا أعتقد أنه يتطلب الذهاب إلى دكتور نفسي أو أخصائي نفسي، فمراحل العلاج واضحة جدًّا في حالتك، وهي: أن تغيري مفاهيمك السلبية عن نفسك، وتطبقي ما ذكرته لك.

أما إن أردت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا لا بأس به أيضًا، وقد تكون مقابلة أو مقابلتين تعطيك شيئا من الطمأنينة، وشيئا من الدفع النفسي الإيجابي.

أنا لا أرى أنك في حاجة إلى دواء، ولا أرى أن هنالك أي مرض عقلي أو هلوسة أو شيء من هذا القبيل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً