السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 21 عاماً، مريضة بزيادة في نشاط الغدة الدرقية من صغري، وقد قرر الطبيب إجراء الجراحة خلال هذا الشهر -بإذن الله- أتناول هذه الفترة علاج أندرال 40، وكاربيمازول، وديكسازون، والمشكلة أني متوترة جداً وقلقة، وأشعر بأن شيئاً خطيراً سيحدث، بعد أن علمت بأمر الجراحة أحسست بألم في صدري، وذراعي الأيسر وتحت الإبط، ثم آلام في ظهري وأسفله، وأكتافي، وضيق بالتنفس، وذكر الطبيب أنها آلام بعظمي لتعرضي لهواء أو مكيف، وأخذت فولتارين، لكن ألم ظهري يغيب ويعود، خاصة عندما أستلقي على ظهري، أو أتحرك حركات معينة، أو عند السجود، وهذا الشيء زاد من خوفي، وصرت لا أنام من الخوف، مع اضطرابات في القولون وإمساك، وألم أسفل البطن وانتفاخ، وقلة شهيتي، وكانت نتائج فحص الايكو ليس بها شيء خطير، فضربات قلبي سريعة من تأثير زيادة نشاط الغدة الدرقية، ولدي دوخة وزغللة، ولا أعرف السبب.
أيضا أنا موسوسة، وأخاف من الموت جداً، وتحدث لي نوبات خوف وذعر منذ وفاة جدتي منذ 6 سنين، وزاد هذا الخوف بعد سفر إخوتي وشعوري بالوحدة، حتي صرت أخاف أن يحدث لي شيء وأنا بمفردي بالمنزل، مع العلم أني منذ صغري أفكر بالأشياء السيئة كثيراً، وأن أحداً سيموت، وأظل أفكر إذا حدث هذا الشيء، وكيف سأتعامل معه، أصبحت لدي أفكار سيئة وتشاؤمية في الحياة، وحزن دائم حتى في وجودي وسط أقاربي، لا أجد لذة للحياة، وأنا منذ شهرين وأنا معتزلة للناس، ولا أكلم أحداً ولا أخرج من المنزل إلا للضرورة، ودائماً أفكاري حول أمراض خطيرة وسيئة ستحدث لي، ونظرتي للحياة أصبحت أني بلا قيمة، وبلا هدف، بعدما فاتتني سنة من دراستي، وقد تفوتني هذه السنة أيضاً إذا استمرت هذه الحالة.
أصبحت مقصرة في عبادتي، ودائماً أفكر أن ربي غاضب علي، وأني لن أعود كسابق عهدي وأعوض ما فاتني من حفظ القرآن، وفقدت إحساسي بالصلاة وقراءة القرآن، حتى صارت نوبات الخوف تأتيني عند قراءتي للقرآن عندما أمر على آيات العذاب أو الموت.
أصبح لدي خوف من الارتباط بالناس مرة أخرى أو التحدث مع أحد، ودائماً يزيد الخوف مع دخول الليل، وإذا استيقظت في منتصف الليل أفزع وأخاف، وأشعر بخوف غير طبيعي لا يهدأ حتى يطلع النهار.
لا أعرف هل أنا بحاجة لمعالجة نفسية؟ لأني أخاف حتى أذهب لطبيب نفسي، لأن الأمر يزداد سوءاً، وأشعر أن لا خلاص منه، أريد حلاً لمشكلة القلق، والخوف والوسواس، وهذه النوبات التي تأتيني، فأنا أشعر أني لو ذهبت لطبيب نفسي سأصاب بالجنون، وأخاف جداً من العلاج أن يكون له تأثير على حالتي المرضية أو أدمنه.
كيف يمكنني التخلص من خوفي من التعامل مع الناس مرة أخرى؟ وكيف أستطيع التعامل مع الوحدة وفراقي لإخوتي؟ فسفرهم أثر فيّ كثيراً.
اعذروني على طول الرسالة، فلم يكن من السهل علي أن أكتب لأحد هذه الأشياء، لأول مرة أحكيها، فأنا لا أحكي لأحد حتى أقرب الناس لي، بل أكتمها داخلي، أفيدوني جزاكم الله خيراً.