الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غربتي عن أهلي سببت لي القلق والتوتر!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا لاجئ في سويسرا, سوري الجنسية, عمري 37 سنة, متزوج ولدي خمسة أطفال, وأنا بعيد عنهم منذ 7 أشهر, أحس بألم بسبب بعدي عنهم.

المهم: حالتي النفسية تعبت, ذهبت إلى الطبيب فوصف لي (دوروجيسيك) 12ملغ, وهي عبارة عن لصقة صغيرة تلصق في الظهر, ولكني وبسبب هذه اللصقة عانيت كثيرا بسبب ضيق التنفس, ونزل وزني من 94 إلى 85 خلال شهر ونصف تقريبا, وبدأ أكلي يخف, وبدأت الآلام في أعلى المعدة, وأصبت بنفخة في المعدة.

عندي ضيق في التنفس شديد, وهذا الضيق يذهب عندما تفرغ المعدة من الانتفاخ والهواء, وأعاني من صداع حاد في أعلى الرأس ومن الخلف, وعندما أتنفس لا ينزل النفس إلى المعدة, بل أحس أني أتنفس فيصعد النفس إلى رأسي وعيني, وينقلب لوني إلى بني, وكأن شخصا يخنقني, وأحاول التنفس فلا ينزل النفس إلى تحت؛ فأشعر بالغثيان, وأحس بضيق شديد, لا أشعر بحموضة أو حرقة.

وصف لي الطبيب بعدها (Omeprax40mg) حبة صباحا يوميا؛ فخفت آلام المعدة نسبيا, ولكن إلى الآن أعاني من ضيق التنفس, وانتفاخ المعدة, مع أني أتبع حمية, وأشعر بألم في الصدر يصل إلى خلف ظهري, وتأتيني وخزات مؤلمة في صدري, خاصة من ناحية القلب, وأحس بإمساك قوي جدا أحيانا, وأحيانا أكون طبيعيا.

أنا بحاجة إلى مساعدتكم ريثما أعود إلى أهلي في سورية؛ لأن الأطباء هنا لا يفهمون اللغة العربية, ووضعوني بين يدي طبيب أحس أنه لا يجيد الطب بامتياز والله أعلم.

أفيدوني ممَ أعاني؟ وما هو دوائي؟ سمعت بدواء ثلاثي الحلقات؛ فهل ينفع أن آخذه؟ وما هو هذا الدواء؟ وهل يكمن هذا الدواء بدواء واحد؟

ملاحظة: أنا عملت اختبارا للرئتين؟ وكانت سليمة, وعملت فحصا للدم وكان سليما, وعملت فحص براز وكان سليما, والمشكلة أني أعاني, والتحاليل سليمة.

أنا أعلم بأنها ليست بسبب النفس المتعبة, بل لم أكن قبل أحس بآلام المعدة وضيق التنفس مع الآلام النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن تعود لديارك سالمًا، وتلتقي بأبنائك، ورد الله غربتك أيها الأخ الفاضل الكريم.

أنا أرى أن حالتك هي حالة قلقية، والقلق قد يظهر في أعراض جسدية أو نفسية، وأعراض الجهاز الهضمي دائمًا مرتبطة بالقلق وبالتوتر.

تجربتك مع الدواء الذي أعطاه لك الطبيب -والذي (حقيقة) لم أعرف طبيعته- لم تكن تجربة إيجابية، لكن الدواء هو معروف ويستعمل لتخفيض حموضة المعدة، وقد أفادك نسبيًا، لكن أرى أنك محتاج لأحد الأدوية البسيطة التي تُزيل القلق والتوتر.

أما بالنسبة للأدوية ثلاثية الحلقات فلا أرى أنها مناسبة، لأن هذا الدواء قد يؤدي إلى إمساك.

ربما تكون محتاجا لدواء مضاد للقلق التوتري، والعقار الذي يعرف باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا (سلبرايد) هو من الأدوية الجيدة، لكن لا أعرف إن كان متوفرًا في ألمانيا أم لا، قطعًا ألمانيا الطب فيها جيد، ممتاز، وأنا أقدر الصعوبات اللغوية، لكن قطعًا سوف تجد من يساعدك -إن شاء الله تعالى– في التواصل مع الطبيب.

هنالك أمر مهم جدًّا وهو بسيط، لكنه سوف يفيدك كثيرًا، وهو: ممارسة أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، هذه فيها خير كثير وكثير جدًّا لك، فأرجو أن تحرص عليها، وأرجو أن تمارس الرياضة دائمًا.

لا تنزعج، لا تُكثر من الفحوصات الطبية، فحالتك أصلاً لا أعتقد أنها عضوية، هذه الأعراض كلها نفسوجسدية.

احرص -أخي الكريم- في التواصل مع من حولك من الإخوة العرب والمسلمين، واحرص على صلواتك، وأكثر من الدعاء, أهل سوريا الآن في حاجة شديدة جدًّا للدعاء، نسأل الله تعالى أن يفرج عن جميع المسلمين الكُرب والضيق، إنه سميع مُجيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية obaida

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الله يكون بعونك اخي انا متلك مغترب بس انا بالسعوديه اعمل واتقاضى راتبا خرافيا ولكني لست سعيدا لاني ايضا اعاني من اعراض مخيفه تتمثل في تسرع شديد بنبض القلب والم في الساقين من تحت او ضعف بالاحرى وليس الما وطبعا وزني نزل سته كيلو ورجفه بالايدي اللهم لك الحمد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً