الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما السبيل لعلاج أخي الذي يرفض العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لي أخ يتوهم أنه يتعب بسرعة، وينام على الأرض وكل النوافذ مفتوحة، ويخفف من ملابسه، حتى يستطيع التنفس، وحتى لا تضايقه، ولا يريد تغيير ملابسه، ويخرج من المنزل بلباس البيت القديم، وشكله كأنه فقير مما يفعله في نفسه، ولا يريد أن يلبس نظارة، ولا يريد أن يعمل (عاطل)، ولا يريد أن يذهب إلى أطباء، وقد ذهبنا به إلى الطبيب من قبل، وقال إنها حالة اكتئاب، وكتب له سيروكسات وزيبريكسا؛ فرفض أن يأخذها، فكيف نعالجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وندعو الله تعالى أن يعافي هذا الأخ، وأن يعين أسرته على التكيّف المناسب مع هذا الحال.

ليس غريبا أن يرفض المصاب بالاكتئاب، وخاصة الشديد منه، زيارة الطبيب وخاصة الطبيب النفسي، أو يرفض العلاج، إما بسبب الاكتئاب الشديد والنظرة السوداوية المتشائمة, حيث لا يرى أملا بالعلاج، أو لأنه من شدة اكتئابه يرفض فكرة أنه مريض أصلا، بل حتى يمكن أن يعتبر أن من حوله هم المرضى, وهم الذين يحتاجون للعلاج!

وإذا صحّ أن تشخيص حالة هذا الأخ هو الاكتئاب، لأنه الاكتئاب قد يشتبه بأمراض أخرى يعرفها الطبيب النفسي، فإننا نؤكد عادة على ضرورة علاج الاكتئاب، لأن المصاب قد يعرّض نفسه أو الآخرين للأذى إما في شكل إهمال نفسه كما يفعل هذا الشاب، أو حتى عن طريق إيذاء نفسه، ومنها -وعلي أن أذكرها هنا- أنه قد تكون عنده أفكار انتحارية، وهذا عادة من أعراض الاكتئاب الشديد حيث يعتقد المصاب أن من الأولى له ولأسرته أن يفارق الحياة، ويريح نفسه ويخفف العبء عن أسرته!!

وهناك عدة طرق للعلاج النفسي في هذه الحالات.

الأولى: أن تستطيعوا إقناعه بضرورة أخذ الدواء، وهذا أسهلها.

الثانية: أنه في حال رفض العلاج رفضا باتا، ففي بعض الأحيان نحتاج أن نضع له الدواء في الطعام أو الشرب، ريثما تتحسن حالته النفسية، ومن ثم يمكن أن نقنعه بمتابعة الدواء, ومن مخاطر هذه الطريق أن في ظاهرها تعدٍ على حقوق هذا الإنسان برفض الدواء، ولذلك فقد يساء استعمال هذا وبحيث يُعطى الإنسان دواءً من حيث لا يريد.

الثالثة: أنه في بعض البلاد هناك قوانين للصحة النفسية تضمن قانونية إدخال المصاب للمستشفى النفسي ومن دون موافقته، طالما هناك موافقة من قبل أهله والطبيب المعالج, ولضمان الممارسة السليمة تشترط بعض القوانين موافقة أكثر من طبيب, وغالبا ما نستعمل هذه القوانين عندما يكون المريض يشكل خطرا كبيرا على سلامته أو سلامة الآخرين.

أنصحكم بزيارة الطبيب الذي شخص الاكتئاب، ووصف هذه الأدوية، والحديث معه في الطريقة الممكنة عندكم للتعامل مع هذا الموقف، وبما يرتاح هذا الطبيب لتطبيقه لضمان علاج المريض وسلامته وسلامة من حوله.

وفقكم الله، وكتب لأخيك الصحة والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً