الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق الشديد، ما توجيهكم لي...وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك.

سؤالي إلى الدكتور محمد عبد العليم جزاه الله خيرا، حقيقة مشكلتي الرئيسية هي الأرق، والأرق بدأ معي عندما رافقت والدي بالمستشفى لمدة ثلاثة أيام لم أستطع النوم طول فترة وجودي بالمستشفى مع الوالد، ومن ذلك اليوم ابتدأت مشكلتي مع الأرق، لها الآن ما يقارب سنة.

ذهبت إلى أطباء نفسيين كثير، وأعطوني أدوية لا أخفي عليكم أني أخاف من هذه الأدوية، ولا أستمر عليها.

الآن أراجع عند طبيبة، وأحس أني مرتاح لها لسمعتها الجميلة في منطقتنا، وقد أعطتني أدوية، وهي تروكسال وزولبيجن ودواء فافيرين، وchlorpromazine.

ما رأي سعادتكم بهذه الأدوية؟ وهل أستمر عليها؟ علما بأن الطبيبة شخصت حالتي بأنها وسواس من عدم النوم.

الرجاء الرد علي، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتُشكر على ثقتك الغالية في موقع إسلام ويب، وأقول لك: إن شاء الله تعالى مشكلتك بسيطة، بسيطة فيما يخص معالجاتها، لكن قطعًا الأرق من أكثر الأعراض المزعجة والمجهدة للإنسان جسديًا ونفسيًا.

يجب أن نتفق أن النوم هو حاجة بيولوجية غريزية للإنسان، إذا اضطرب النوم فغالبًا هذا يكون ناتجًا إما من تغيرات فسيولوجية أو تغيرات نفسية، والتغيرات الفسيولوجية – مثل تغيير المكان مثلاً أو السفر إلى منطقة بعيدة، أو يعمل الإنسان بنظام (الشفتات) والمناوبة أو الورديات –قد يؤدي إلى شيء من الاضطراب النومي، وبعد فترة قد تتعدل الساعة البيولوجية لتأخذ بالنمط الجديد حسب حركة الإنسان الحياتية.

في بعض الأحيان يكون الخوف من النوم هو الذي يسبب الأرق، والخوف من النوم غالبًا ما يكون وسواسيًا.

أنت بالطبع مررت بظروف أدت إلى تغيرات فسيولوجية، هذه التغيرات الفسيولوجية أستطيع أن أقول: إنها كانت الرابط أو المثير أو المحرك لاضطراب النوم الذي أتاك، وربما يكون أصلاً لديك استعداد للقلق وشيء من الوسوسة.

إذًا هذه المقدمة ضرورية، وأريدك أن تستوعبها، وأنا أعرف - إن شاء الله تعالى – أنك قد استوعبتها.

بالنسبة لتحسين صحتك النومية: يجب أن تتخذ إجراءات معينة، خاصة أن النوم في مثل عمرك من المفترض أن يكون نومًا جيدًا وساكنًا ومُشبعًا.

من الأشياء المهمة هي:
- أن تتجنب النوم النهاري.
- أن تمارس الرياضة بشرط ألا تكون في وقت متأخر في المساء.
- أن لا تشرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، ومثلها من المشروبات المحتوية على الكافيين.
- أن تثبِّتَ وقتًا للفراش، لكن تجلس خارج السرير إلى أن يأتيك النعاس وتحس أنك بالفعل تريد أن تنام.
- الحرص على أذكار النوم مهم وضروري، هذه الأذكار البعض يعتبرها أمرًا بسيطًا وعرضيًا، لا، هي مهمة جدًّا وضرورية جدًّا، وعلى الإنسان أن يجيدها ويحذقها، وفي هذا السياق أرجو أن ترجع إلى كتاب الأذكار للإمام النووي.

العلاجات التي أعطتك إياها الطبيبة هي علاجات جيدة. الـ (chlorpromazine) هو من الأدوية القديمة، لكنه بالفعل يحسّن النوم، ولا أعتقد أنك تحتاج له بجرعة كبيرة، خمسة وعشرين إلى خمسين مليجرامًا.

عقار (فافرين) هو من الأدوية المضادة للوساوس، والـ (زولبيجن) من الأدوية المنومة، أعتقد أن هذه الأدوية سوف تحسّن نومك كثيرًا وبصورة واضحة جدًّا، وعليه أنا أراها جيدة.

حاول أن تدعم العلاج الدوائي بما ذكرته لك من إرشاد، وأعتقد أنك لن تحتاج لتناول هذه الأدوية لفترة طويلة، خاصة الـ (زولبيجن) لا تتناوله لفترة طويلة، ليس أكثر من أسبوع إلى عشرة أيام.

أما الفافرين فلا بأس في تناوله لفترة طويلة، وقد تحتاج لجرعة مسائية فقط. أما الـ (chlorpromazine) فتناوله لفترة شهر إلى شهرين، أو حسب ما تنصحك الطبيبة.

أما الـ (تروكسال) فهو دواء غير معروف بالنسبة لي.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً