الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق حاد وتوتر..فكيف أرجعُ كما كنتُ سابقا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيلاً على هذا الموقع الرائع.

أنا شابٌ غير متزوج عمري 25 سنة، مشكلتي أني أعاني من قلقٍ وتوتر، وخوف بسيط منذ 4 سنوات، والآن تطور المرض بعد وفاة أقاربي، وزادت مشكلتي إلى قلق وتوتر وخوف حاد، وأكره الخروج من المنزل.

ذهبت إلى طبيبٍ نفسي، ووصف لي عقار (السبر أليكس 10 مل) واستخدمته شهرين ولم أستفد منه، وصرف لي عقار (فيكسال اكس ار 75 مل) ارتحت بنسبة30%، وزاد الجرعة بعد أسبوعين 150 مل يوميا بعد العشاء، وصرف لي عقار (دوجماتيل 50 مل) حبتين في اليوم، وصرف لي (فافيرين) لعلاج الوسواس القهري، ولا زال القلق والتفكير والتوتر والخوف موجودا.

تعبت نفسي كثيرا، أريد أن أرجع كما كنت أول، بماذا ترشدونني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالات – أي القلق والخوف والتوتر – تجعل الإنسان يشعر بالضجر والإحباط، لكن أؤكد لك أن هذه الحالات ليست خطيرة، وبشيءٍ من الصبر والمثابرة والإصرار على التحسن يستطيع الإنسان أن يخرج من هذه الحالات.

أنت شاب في عمر جميل -الحمد لله تعالى-، وهو عمر الطاقات النفسية والجسدية، ويجب أن تكون لك القوة والقدرة والدافعية أن تتغير، هذا هو المهم.

لا تكن مكبَّلاً للقلق وللتوتر وللخوف، انطلق في الحياة انطلاقات جيدة، اسأل الله تعالى لأقربائك الرحمة، وقطعًا أنت مُدرك أن الموت هو أمر حتمي، {لكل أجل كتاب}، و{كل نفسٍ ذائقة الموت}، فاستعن بالله وأكثر من الاستغفار، وكن من روَّاد المساجد، ومارس الرياضة، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل.

الحياة فيها أشياء طيبة جدًّا، لكن الإنسان حين يأتيه شيء من الضجر يتراجع جدًّا، لكن الذي يكون مدركًا أن الإصرار، والتفكير الإيجابي، والفعل الإيجابي، والصبر والمثابرة، هي التي تخرج الإنسان من حالات القهر والضجر والاكتئاب والوساوس؛ يستطيع أن يقوم بذلك.

الأمر الثاني –وهو ضروري جدًّا–: أن تنظم وقتك بصورة صحيحة، فالفراغ وعدم إدارة الوقت بصورة صحيحة تعكِّر على الإنسان كثيرًا، وتفقده القدرة على إدارة حياته، والإنسان حين يشعر بالفشل أو يخاف من الفشل هذا يؤدي إلى مزيد من الضجر والاكتئاب.

الصحبة الطيبة، والرفقة الجميلة، وبر الوالدين، كلها دوافع نفسية إيجابية، فاحرص عليها أيها الفاضل الكريم.

أما العلاج الدوائي:؛ فكل الأدوية التي تناولتها أدوية جيدة، وجزى الله خيرًا طبيبك، اصبر على العلاج؛ لأن البناء الكيميائي في بعض الأحيان قد يأخذ وقتًا، ولا بد أن تمزج العلاج الدوائي بما ذكرته لك من تعليمات سلوكية بسيطة، لكنها ذات قيمة كبيرة جدًّا.

الجمع ما بين الفافرين والفلافاكسين قد لا يكون أمرًا جيدًا، لا أقول: إنه أمرٌ خطير، لكن الفافرين قد يُضعف فعالية الفلافاكسين، لكن لا توجد خطورة أبدًا في المزج بين الدواءين، فيمكن أن تشاور طبيبك في هذا الأمر، وأعتقد أنه إن رفعت جرعة الفسكال إلى مائتي وخمسة وعشرين مليجرامًا، هذا قد يفيدك أيضًا في الاكتئاب النفسي والتوترات وحتى الوساوس، ولا داعي ربما لاستعمال الفافرين.

أنا لا أحتم على هذا الرأي، لكني ذكرته كرأي شخصي، والقرار النهائي يجب أن يكون عند طبيبك، لكن الذي أود أن أطمئنك فيه هو أن هذه الأدوية متقاربة، المهم استعمالها بجرعة صحيحة، والصبر عليها، وتدعيمها بالعلاجات والآليات السلوكية، هذا - إن شاء الله تعالى – سوف يجعلك تتعافى وتحس بالتعافي.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين على العافية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً