الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإفرازات قبل الدورة طبيعية أم مؤشر على وجود خلل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الجهد العظيم المبذول في هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، طولي 160، وزني 85 كيلو، متزوجة منذ عامين ولم أرزق بطفل، حملت بعد 9 شهور من زواجي، وتوفي الجنين داخل رحمي في الأسبوع الثامن.

أجريت كافة التحاليل، جميع تحاليلي سليمة التي أجريتها ثاني أيام الدورة، ولكن النسبة بين هرمون fsh وال lh ليست النصف، أحدهما 4 والآخر 5 على ما أذكر.

عانيت في بداية زواجي من ارتفاع هرمون الحليب، ومن ثم انتظم، وبعد الإجهاض ارتفع ولم ينزل إلا بعد 8 حبات دستونك، طبعا أنا أتناول كلوكوفاج منذ عامين تقريبا حبتين في اليوم 850؛ لأنه تم تشخيص حالتي على أنها تكيس في المبايض.

دورتي منتظمة كل 28 يوما أو 26 يوما، لكن تنزل مني إفرازات بنية، وأحيانا وردية قبل الدورة بثلاثة أيام، وأحيانا قبل أسبوع تنزل إفرازات بنية ووردية ثم تختفي لتعود قبل يومين أو ثلاثة، وهذا الشهر نزلت علي مبكراً جداً قبل عشرة أيام.

سؤالي الأول: هل هذه الإفرازات المصحوبة بدماء طبيعية أم مؤشرة على خلل؟

بدأت بمراقبة تبويضي منذ ثلاثة أو أربعة أشهر، أخذت كلوميد حبتين من ثاني يوم الدورة، في اليوم العاشر كانت بويضتين، واحدة 22 والأخرى 26، أخذت إبرة تفجير ولم يحصل حمل في ذلك الشهر.

في الشهر الذي يليه لم آخذ أي منشط، وأجريت فحص هرمون البروجسترون في اليوم 21 وكان 9.5.

سؤالي الثاني: هل هذه النسبة طبيعية أم منخفضة، وتدل على ضعف تبويض أم طبيعية؟

الشهر الذي يليه تناولت حبة واحدة كلوميد من ثاني يوم الدورة، وراجعت الدكتورة في اليوم 12، فأخبرتني أن اليوم حصلت إباضة ولا تسطيع تحديد الحجم.

سؤالي الثالث: هل تحصل إباضة لبويضة صغيرة أو غير صالحة؟ وهل تخرج البويضة الصغيرة من جرابها؟

هذا الشهر أخذت أيضا حبة واحدة كلوميد، وراجعت الطبيبة في اليوم العاشر، وفحصتني سونار خارجي، وأخبرتني أن حجم البويضات صغير وقد يكون الوقت مبكرا، وأن أعود في اليوم 12.

سؤالي الرابع: هل يقيس السونار الخارجي حجم البويضات بدقة؟ وهل ما قالته لي عن حجم البويضات دقيق؟ لكن في اليوم 12 أحسست بألم التبويض الذي أحس به منذ ثلاثة شهور، وإفرازات شفافة كثيرة، كما حصل معي الشهر الماضي حين أخبرتني أن التبويض قد حصل، ولم أراجع الطبيبة؛ لأنه كان يوم عطلة.

سؤالي الخامس: هل تنضج البويضات بهذه السرعة؟ وهل ما حصل معي هي أعراض تبويض؟ وما مدى تكيس المبايض عندي؟ وهل خطة العلاج التي أمشي عليها صحيحة؟ وما نصائحكم لزيادة فرص الحمل عندي؟

وهل هناك ضرورة لإجراء صورة ملونة لقناة فالوب؟ وما نصائحكم إن قدر الله وحصل حمل مرة أخرى لتجنب الإجهاض مرة أخرى؟

اعتذر عن الإطالة، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سأجيب على أسئلتك بالتسلسل، وأرجو أن يكون في ذلك كل الفائدة لك إن شاء الله.

أولا: إن الإفرازات المدماة والتي تنزل قبل موعد الدورة الشهرية بيوم أو يومين فقط تعتبر طبيعية، ولا تدل على وجود مشكلة، أما تلك التي تنزل قبل أكثر من ذلك، وخاصة التي تنزل قبل 7-10 أيام فهي حتما غير طبيعية، وتدل غالبا على عدم كفاية هرمون (البروجسترون) الذي يخرج بعد حدوث الإباضة؛ بمعنى آخر: قد تكون هذه الإفرازات المدماة مؤشرا على ضعف الإباضة عندك، وهذا قد يكون سببا في عدم حدوث التعشيش.

ثانيا: إن مستوى هرمون (البروجسترون) عندك يدل على وجود إباضة ضعيفة بعض الشيء، وهذا ما يفسر نزول الإفرازات المدماة قبل موعد الدورة، وحتى يكون التبويض جيداً فإن مستوى (البروجسترون) يجب أن يكون 15 أو أكثر.

ثالثا: إن الإباضة لا تحدث إلا بعد أن تصل البويضة إلى حجم مناسب وناضج، وهذا الحجم عادة ما يكون بين 18-22 ملم، ولا يمكن أن تحدث إباضة عند حجم 12 ملم مثلا؛ لأن البويضة لا تكون نضجت بالشكل الكافي.

رابعا: نعم إن التصوير التلفزيوني عن طريق المهبل يمكن أن يقيس لنا حجم البويضة بدقةٍ بالغةٍ جداً، وقد يحدثُ أحياناً أن تنضج البويضة بوقت أقصر من المعتاد، فتحدث الإباضة في يوم 12 من الدورة، ولذلك فإن يوم الإباضة يختلف عن فترة الإخصاب، وعندما ننصح بالجماع فإننا لا ننصح بيوم الإباضة فقط، بل في فترة الإخصاب كاملة، وهي بين يومي 11-18 من الدورة (إن كانت بطول 28 يوما).

خامسا: إن الأعراض التي حدثت عندك توحي بأنك كنت في فترة الإخصاب، لكنها لا تعني بأن البويضة قد خرجت في ذلك الوقت بالذات، فهذه الأعراض قد تنتج أيضا عن توتر وتمدد الجراب، وقد يصادف أن ينفجر في تلك اللحظة، أو قد يستمر في الكبر أكثر، ولا يمكن من خلال الألم والإفرازات فقط، تحديد وقت خروج البويضة بدقة.

سادسا: إن تكيس المبايض عندك لا يعتبر شديدا؛ لأن الحمل قد حدث قبل، حتى لو انتهى بالإجهاض، كما أن المبيض عندك يستجيب على التنشيط، والأهم هو أن الإباضة عندك تحدث بدون كلوميد، حتى لو كانت إباضة ضعيفة.

كل هذه المؤشرات مجتمعة تعني بأن الحالة عندك قابلة، وأن الحمل قد يحدث في أي وقت -بإذن الله تعالى-، لكن عند بدء العلاج بالكلوميد فإنه يجب الاستمرار في إعطائه لمدة ست دورات شهرية متتالية، مع العمل على زيادة الجرعة بالتدريج، إلى أن تحصل إباضة جيدة، ثم بعد ذلك يجب الحفاظ على هذه الجرعة، أما إعطاء العلاج شهرا ثم إيقافه شهرا آخر، فهذه طريقة غير صحيحة وتؤدي إلى نتيجة النجاح التراكمية.

سابعا: نعم من الأفضل دوما وقبل البدء بتنشيط المبيض أن يتم عمل صورة ظليلة للرحم والأنابيب، حتى نضمن بأن الأنابيب سالكة أمام البويضة، وحتى لا يكون تناول الكلوميد بلا فائدة -لا قدر الله-.

ثامنا: في حال حدث حمل جديد -إن شاء الله-، فيمكن القول بأن فرصة نجاحه لم تتغير، أي أن الإجهاض السابق لن يرفع من نسبة الإجهاض في الحمل الجيد -بإذن الله تعالى-، لكن وكنوع من الاحتياط والأخذ بالأسباب فإنه يمكن البدء بتناول المثبتات، وحبوب أسبرين الأطفال، وحديثا ينصح بالاستمرار على تناول حبوب الغلكوفاج خلال الحمل، فبعض الدراسات الحديثة أظهرت بأنه قد يخفض من نسبة حدوث الإجهاض عند من حملت وهي تعاني من تكيس مبايض.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية س،وسو

    مرجبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً