السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياتي تتدهور، لست أدري ماذا يحدث لي، لكن لأول مرة أشعر بهذا الشعور السيء، أشعر أني لا أستطيع التحكم بذاتي، وأني منفصلة عن الواقع، أشعر أن تفكيري مشغول دائما وأفقد القدرة على التركيز، صدقا كمن يؤول للجنون، أشعر أني منفصلة عن الواقع، لا أدرك كثيراً من أفعالي كمن سلب منه العقل والوعي والإدراك.
لا أستطيع الخشوع في صلاتي، أقصر بها كثيرا لدرجة أني لم أعد أصليها بوقتها، وأصليها دون تركيز وأتركها لآخر وقتها، وكثيرا ما تضيع علي السنن، ولم أعد أقرأ القرآن ولا حتى الحفظ، رغم أني أوشكت على إتمام حفظه، دراستي لم أعد أتقنها أو حتى أركز بها، رغم أني في آخر سنة من سنوات دراسة الطب، أشعر أني مشتتة وضائعة، وأفكر في كثير من الأشياء التي لا يجوز التفكير فيها، وأسرح بخيالاتي وأحيانا أتأثر من ذلك، ولا أرتاح بنوم ولا بيقظة! ينتابني شعور البلادة بحيث أن كل شيء أصبح عندي سيان، الشروق والغروب، الحياة والموت، السعادة والحزن.
أشعر أني أفقد إنسانيتي بالتدريج، أخاف أن يكون الله غير راض عني، لقوله تعالى:{ فكره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}، أشعر أن عمري صار بلا هدف، وأن جميع أفكار الخلافة في الأرض وعمارتها، وعبادة الله حق العبادة، قد حلت محلها أفكار سخيفة سيئة محرمة، أحيانا أجذبها أنا، وأحيانا تسيطر علي وحدها، وفي كلتا الحالتين أكون على معصية، وإن فعلت أي ذنب حتى لو كنت قد تبت عنه قديما أعود لفعله بكل برود قلب، كأنما الحرارة بداخلي انطفأت، أهو ضنك العيش من الذنوب؟ أم أنه الران الذي تكدس على قلبي؟! أشعر أني أفقد كل شيء، أهدافي، أفكاري النظيفة، تركيزي، وحفظي لكتاب الله، ودراستي التي هي درب خلافتي لله في الأرض، وكل شيء! أفتوني في أمري قبل أن أصبح جثة هامدة آكل وأشرب وأنام كالبعير.