الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتضايق وأغضب بسرعة ومزاجي يتقلب، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أحيانا بعض الأشياء تضايقني وأغضب بسرعة، وتأتيني نوبات حزن واكتئاب، وأفكار سلبية، وأنا حساس جداً، ولا أريد أحداً أن يضايقني، أو أن يخطئ علي، مزاجي متقلب أحياناً، وزواجي قريب، وأخاف ألا أستمتع مع زوجتي في كل شيء!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه أعتقد أنه مجرد طاقات نفسية سلبية، فالإنسان في الأصل هو كتلة من الانفعالات، والأفعال والسلوك والمزاج، فالغضب مطلوب لكن بدرجة معقولة.

القلق مطلوب لنكون نافعين وفعّالين، الخوف مطلوب لنحمي أنفسنا، لكن هذه الطاقات إذا لم نحسن تدبيرها وإدارتها أو كنا متعجلين ولم نراع الآخرين، تزداد هذه الطاقات بصورة خاطئة، مما يؤدي إلى تعكر وعسر المزاج، وكذلك سرعة الانفعال والغضب.

أيها الفاضل الكريم: من الضروري جدًّا أن نعرف أننا مطالبين بأن نبني علاقات جيدة مع الآخرين، والشيء الذي يُغضبنا معنى ذلك يُغضب الآخرين أيضًا، وما لا نريده لأنفسنا يجب ألا نريده للآخرين، والإنسان بطبعه اجتماعي وفعّال، ومن أفضل طرق التعامل هي أن يحس الإنسان أنه يحترم الآخرين ليحترموه.

ثانيًا: أن يكون الإنسان فعالاً، هذا يعني إذا كنت في حالة غضب أو قلق شديد يجب أن أتحكم في مشاعري هذه، وأن أسعى دائمًا لأن أكون حسن السيرة، والإنسان بالطبع مطالب بأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره.

ثالثًا: بما أنك حساس وأنت من الواضح أنك إنسان طيب وفاضل، لكن الحساسية قد تطغى وتسيطر عليك، والحساسية تؤدي إلى الكتمان النفسي، لذا أريدك أن تعبر عن نفس أول بأول، خاصة الأشياء التي لا تُرضيك، لا تكتمها، وتحدث عنها في حدود الذوق وراحة البال، وحاول أن تتخير الصحبة لأنها هي النموذج الأفضل والأمثل الذي يقتدي به الإنسان، والتجارب أثبتت أن الإنسان يأخذ كثيرًا من طباع من يخالل ويصادق ويزامل.

رابعًا: ضع نفسك في مكان شخص غضبت أنت في وجهه دون مبرر، لا شك أن ردود الأفعال عليه سوف تكون سيئة جدًّا، فإذًا ما لا تريده لنفسك يجب ألا تريده للآخرين.

خامسًا: الرياضة وجد أنها مفيدة جدًّا، فحاول أن تمارسها.

سادسًا: تمارين الاسترخاء نعتبرها مفيدة لعلاج الغضب، ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وطبق ما ورد بها، وسوف تستفيد منها.

سابعًا: العلاج النبوي للغضب هو من الأساسيات، وكان من المفترض أن يكون في مقدمة هذه الإرشادات التي ذكرناها لك، فارجع إلى ما ورد في السنة المطهرة، حول كيفية إدارة الغضب، فالغضب ليس مرفوضًا أبدًا، لكن المرفوض هو سوء إدارته، ومن خلال ما ورد في السنة المطهرة نستطيع أن نتعامل مع الغضب بصورة إيجابية جدًّا.

ثامنًا: أنت محتاج لدواء بسيط جدًّا مثل عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) دواء طيب ولطيف ويزيل التوترات الداخلية، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: أسأل الله تعالى أن يهبك لك الزوجة الصالحة التي تسكن إليك وتسكن إليها، وقطعًا نمط حياتك وطريقة تفكيرك سوف تتغير كثيرًا بعد الزواج، وسوف تحس -إن شاء الله تعالى- بالسعادة والارتياح، لا تكن سلبيًا، كن دائمًا إيجابيًا ومتفائلاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً