الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضعف الشخصية وعدم الانتماء لعائلتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا ضعيفة الشخصية، وعديمة الثقة في النفس، كما أشك أن عائلتي ليست بعائلتي، فأنا فتاة بعمر 13 سنة، وأنا وحيدة، وعمتي وجدتي تعيشان معنا في البيت، لكن عمتي لا تحبني، وتحب أن توقع بيني وبين أبي، وهو يسمع كلامها، لكن أمي تعاملني بشكل جيد، وكذلك أبي، بخلاف عمتي.

كيف أعرف أنهم ليسوا بعائلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونتمنى من الله الكريم أن يثبتك على طريق الحق، وينعم عليك بالصحة والعافية.

بالنسبة لمفهومك عن نفسك بأنك ضعيفة الشخصية؛ فهذا نوع من الأفكار السلبية، ربما يكون ناتجاً عن التعامل الذي يحيط بك، ولذلك لا بد من إبعاد هذا المفهوم عن نفسك؛ لأنه يعطل الكثير من إمكانياتك وقدراتك، خاصة وأنت في مقتبل العمر.

ولتقوية ثقتك في نفسك يمكنك اتباع الآتي:

1- قومي بتعداد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية, وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً, فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان، أو الأخوات، أو الصديقات.

2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤديها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين؛ قد مرَّ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ؛ لن يتعلم، ولن يتقن صنعته.

4- ضعي لك أهدافا واضحة, وفكري في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها, واستشيري ذوي الخبرة في المجال.

5- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثير السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

أما ما يتعلق بكراهية بعض أفراد أسرتك لك؛ فهذا تمت الإجابة عليه في الاستشارة رقم: (2211027).

والشكوك التي تنتابك بخصوص أن عائلتك ليس عائلتك الحقيقة؛ فلا تشغلي بالك بهذه الوساوس، بل اعملي على تحقير الفكرة، وإبعادها تماماً من ذهنك.

نقول لك: حاولي بشتى السبل تغيير أسلوبك، ومعاملتك معهم، فستشعرين -إن شاء الله- بالدفء والعطف والحنان من قبلهم، فاحترامهم وتقديرهم وطاعتهم من الأمور التي وصى بها ديننا الحنيف، وسعادتك مرتبطة بذلك، فلا تعامليهم بالمثل، بل اخفضي لهم جناح الذل من الرحمة، فيرضى عنك الله تعالى، وليكن ذلك هو غايتك.

أعانك الله وقواك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً