الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحديات الإيمان في عصر التكنولوجيا.. كيف للمسلم مواجهتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع تطور التكنولوجيا، وانفتاح العالم، وانتشار الإنترنت، أصبح المسلم يواجه هجمات شرسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب، حيث تنشر الكثير من الأفكار التي تهدف إلى تشكك المرء في الإسلام، ولاحظت انتشار ذلك كثيرًا، وهذا زادني قوة في ديني -الحمد لله-؛ لأني دائم البحث، وأجد الجواب الشافي.

ولدي أسئلة: هل الاستماع لهذه الأشياء، والبحث عن عنها، والرد عليها لزيادة إيمان الشخص واجب على كل مسلم، أم يفضل الانسحاب منها؟ ما هي نصيحتكم في مثل هذه الأمور، وخاصة أن جهل كثير من الشباب بالردود المناسبة يضرهم؟ وأرجو الاهتمام لمثل هذه الاستشارات.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يثبتنا وإياك على الحق والدين حتى نلقاه، نشكر لك اهتمامك لمعرفة الموقف الصحيح من الشبهات التي يثيرها المشككين في الدين.

وهذا أمر في غاية الأهمية للمسلم، لا سيما من لم يتضلع بمعرفة العلوم الشرعية، ويتمكن من دحض هذه الشبهات، والموقف الصحيح للمسلم الذي لا يقدر على رد هذه الشبهات، ولم ترسخ قدمه في العلم الشرعي: أن ينأى بنفسه عن الاستماع لها، ومجادلة أصحابها، فإن القلوب ضعيفة، والشبهة خطافة، كما قال العلماء، وربما وافقت الشبهة قلبًا خاليًا من العلم الذي يدحضها، ويبين زيفها، فتتمكن من ذلك القلب، فيعسر بعد ذلك إخراجها منه.

والأصل في المنع هو مخالطة من يكون هذا حاله، والاستماع لأقواله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سمع بالدجال فلينأ عنه -أي فليبتعد منه-، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات، [رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].

وعلى ذلك كان هدي السلف بالنصح والابتعاد عن سماع الشبهات من أصحابها لمن لا يقدر على ردها، وكلامهم في هذا كثير، وقد قيد الله -سبحانه وتعالى- أهل العلم الذين يتمكنون من رد هذه الشبهات وتفنيدها، وبيان عوارها، فيكتفي بترك ذلك المجال لهم.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يفقهنا في دينه، وأن يثبتنا عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً