الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من ميلي العاطفي لزميلتي في الجامعة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري (20) سنة، اجتماعية وطموحة، ولدي صفات إيجابية كثيرة -ولله الفضل- لكني أعاني من أمر منذ أن كنت في الـ (17) من عمري، هو أنني كنت أخجل من فتاة معي في المدرسة، فلم أكن أستطيع الجلوس معها، فكنت أخجل منها بشكل شديد، وعندما أتحدث معها أشعر بضربات قلبي تزداد، وحتى عندما أراها بالصدفة تزاد دقات قلبي، وأشعر بحرارة في جسمي، وكانت هذه الفتاة كثيرًا ما تردد: (أحبك)، وغيرها من الكلمات العاطفية، وبعدها تخلصت منها، وتركتها حفاظًا على نفسي.

الآن أنا في الجامعة أشعر بهذه المشاعر التي ذكرتها لفتاة معي في الجامعة، فعندما أراها صدفة ينعقد لساني، وتزداد ضربات قلبي، فبماذا تنصحونني، وما تشخيص حالتي؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله على التزامك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، ونطمئنك بأن المشكلة بسيطة، ما دامت لم تؤثر على نشاطاتك الحياتية، وعلاقاتك بين الناس الآخرين، وهي فقط محصورة في شخص واحد.

والتفسير المحتمل أن هناك تعميماً قد حدث، فأخذت الفتاة الثانية مكانة الأولى التي تخلصت منها؛ فبقيت المشاعر والأحاسيس التي تكونت في المرة الأولى في عقلك الباطن، وظهرت مرة أخرى في التجربة الثانية، ربما لوجود بعض الارتباطات الظاهرة، أوغير الظاهرة التي ساعدت في الإحساس بذلك.

ثانياً: يبدو أن مشكلتك ترجع أيضاً إلى حساسيتك الزائدة، وتقييمك للأمور الحياتية بطريقة غير واقعية، فخوفك ناتج عن تصورك اللاواقعي للأحداث، وعدم تقييمك الصحيح لها، وأيضاً نقصان ثقتك بنفسك.

وللتغلب على ذلك: حاولي تبسيط الأمور والمشاكل، وذلك بتحليل مضمونها تحليلاً دقيقاً، (مثلاً) إذا حدث لك موقف معين مع هذه الفتاة، اسألي نفسك هذه الأسئلة: لماذا أتأثر بهذه الفتاة لدرجة الخوف؟ هل أشعر بالنقص عندما أراها؟ ما هي الصفات التي تتمتع بها هذه الفتاة؟ لماذا لا ينتابني هذا الإحساس عندما أقابل فتيات أخريات؟ ما الأسباب التى أدت إلى ذلك الشعور؟ هل هي أسباب مشروعة ومنطقية؟ هل نظرت إلى الموضوع نظرة شمولية؟ هل تحررت من هوى النفس عندما واجهت ذلك الموقف؟

وهكذا أختي الكريمة، اطرحي على نفسك مجموعة من الأسئلة، وحاولي الإجابة عليها بكل شفافية، فالإجابة عليها تساعدك في تقليل شأن الموضوع وتضعفه، وبالتالي تبعد الوساوس والمخاوف إن شاء الله.

وللتغلب على أعراض الخوف والقلق، مارسي تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

وتذكري هذه الوصية النبوية الخالدة، عن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً