الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر خطيبتي بمرضي، أم ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

أشكركم على هذا الموقع، الذي لا أكاد أفارقه في أي فتوى، أو استشارة طبية أو اجتماعية.

سؤالي: خطبت فتاة منذ سنتين، وكنت في أول الخطبة سليماً صحياً، ثم أصبت الآن وبعد الخطبة بسنتين بأعراض يشتبه أنها دوالي الخصية، و سؤالي من جزئين:

1- هل أخبر خطيبتي؟ علمًا بأن احتمال الإنجاب لدي طبيعي؛ وذلك المرض قد يؤثر على الإنجاب، لكن في المستقبل كما يقول الأطباء، وماذا لو أجريت التحاليل وتبين ضعف احتمال الإنجاب لدي لا قدر الله؟ فأنا أخشى لو أخبرتها أن توافق على إتمام الزواج؛ لأنها تحبني وتتناسى عاطفة الأمومة التي قد تحرم منها.

2- إذا كان الجواب أن أخبرها، فأرجو أن تنصحوني بالأسلوب المناسب الذي يجعلها تتخذ القرار السليم، لأني أخشى أن توافق بدافع حبها لي، ثم عند أول خلاف تنشأ الخلافات، وتذكر تضحيتها ثم تندم أنها أتمت ذلك الزواج.

نرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء العاجل، ولا نرى أن تُخبر هذه الزوجة بما حصل لك بعد أن تمت هذه المراسيم، ونسأل الله أن يعينك على كل أمرٍ يُرضيه، فالمرض ليس بيد الإنسان، وهذا العيب إذا كان لا يمنع الإنجاب، ولا يمنع القيام بوظائفك كرجل فليس هناك علاقة بينه وبين ما يمكن أن يحدث، وهذه الأمور بتقدير -الله تبارك وتعالى-، ونحن رجالاً ونساءً مطالبون بأن نرضى بقضاء الله وقدره، ولذلك لا نرى أن تُخبرها، ونرى أن تجتهد في العلاج، وتتواصل مع الأطباء، ونسأل الله أن يكتب لك عاجل الشفاء، وأن يزيدك خيرًا وحرصًا، لأن الكلام سيشوش عليها جداً، وهو كلام إلى الآن، لم يثبت، ولم تصل إلى نتيجة حاسمة.

وسوف نقوم بإحالة استشارتك إلى أحد المختصين في الطب، لأننا سنبني الكلام على ما يقوله الطبيب، لكن على كل حال فإن هذا المرض الحادث بعد العلاقة كأي مرض يمكن أن يحدث بين زوجٍ وزوجة، يحتاج الجميع إلى أن يتعامل معه برضا الله وقدره، والتضحية من أجل الشريك ومن أجل الطرف الذي اختار شريكة من دون سائر الناس.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يُسعدك مع هذه المرأة التي اخترتها ورضيتها ورضيتْ بك.

ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.
________________________________________

انتهت إجابة د/ أحمد الفرجابي ، مستشار الشؤون الأسرية، وتليها إجابة د/ إبراهيم زهران، استشاري الأمراض الجلدية:

في البداية نوضح أن الإصابة بالدوالي أمر شائع جداً بين الرجال، والدوالي قد تؤثرعلى الرجل في أمرين: إما أن تسبب ألماً شديداً قد يعيق الحياة بصورة طبيعية، وعندها يتم عمل عملية الدوالي، ولن تكون هناك مشكلة، وسيتحسن الأمر -بإذن الله-، أو أن يكون الألم بسيطاً، وبالتالي يخف بالعلاج، لذا لا مشكلة في مسألة الألم.

النقطة المهمة هي الإنجاب، وفي البداية يتم تقييم الحالة في البداية من خلال الفحص لدى طبيب ذكورة، أو من خلال عمل أشعة دوبللر؛ حيث أنك ذكرت أنه مجرد احتمال وليس تشخيصا مؤكدا، وكذلك بعد عمل تحليل سائل منوي، وبيان هل هناك تأثير سلبي للدوالي على السائل المنوي أم لا؛ لأنه في كثير من الحالات لا يكون هناك تأثير سلبي، ويكون الرجل لديه دوالي وينجب بشكل طبيعي، خاصة أن الأمر يتوقف أيضاً على حالة الزوجة الإنجابية، وعلى بقية الأسباب التي قد تؤثر على الإنجاب لدى الرجل من تدخين، أو التهابات، أو مشاكل وراثية.

لذا: لتقييم الأمر بصورة دقيقة يمكنك عمل الأشعة والتحليل، ولكن لا أرى حاجة أن تخبر الزوجة بهذا الأمر؛ لأنه أمر شائع، وكثيراً لا يؤثر على الإنجاب، وحتى لو كان هناك ضعف بسيط في السائل المنوي فقد يحدث حمل بصورة طبيعية، خاصة إذا كانت القدرة الإنجابية للزوجة عالية، ولو افترضنا بعد مرور ستة شهور من الزواج ولم يحدث حمل، فبفضل الله الحلول متاحة من علاجات تحسين السائل المنوي في حال ضعفه، أو حتى عمل العملية الدوالي إذا لزم الأمر، وبالتالي لا أرى أي حاجة لأن تصنع مشكلة من لا شيء، أتم مراسم الزواج، وإذا أردت الاطمئنان أكثر، فيمكن عمل تحليل المنوي والأشعة، وسنوضح لك بعدها الأمر بدقة.

أخيراً: الدوالي لا تؤثر على الانتصاب أو الرغبة الجنسية، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة فيما يتعلق بالواجبات الجنسية للزوج، وبالتالي لا توجد مشكلة في هذا الأمر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً