السؤال
أنا طالب جامعي، وتتلخص مشكلتي في شكل جسمي الذي يسبب لي إحراجًا بالغًا بسبب عرض واتساع عظام الحوض، وصغر القفص الصدري، والاكتاف، فالقفص الصدري حجمه صغير، وبارز للأمام، وضيق إلى الأسفل, وهذا قد يكون بسبب خلل جيني أو خلل في التركيبة التكوينية للجسم, فقد كنت أعاني من ضيق في التنفس منذ وقت قريب، وعندما ذهبت لطبيب أمراض صدرية أخبرني بالصدفة بأني كان عندي نقص في الكالسيوم وأنا صغير أدى لتشويه القفص الصدري بالكامل, فهل نقص الكالسيوم أيضا أدى لتشويه الحوض، وجعله عريضًا متسعًا؟
هذا الجسم يسبب لي إحراجًا شديدًا خصوصًا في الجامعة التي أدرس فيها، فلا أكاد أذهب يومًا إلى الجامعة حتى يحدث الغمز واللمز، فهناك أشخاص لا ينفكون يتحدثون عني ويعايرونني بجسمي ليس في وجهي، ولكني أسمع أحاديثهم وكلماتهم المؤلمة التي تنزل علي كالصاعقة.
حاولت أن أتحمل إهاناتهم وكلماتهم الجارحة، ولكني لم أستطع, صرت لا أذهب إلى الجامعة، ولا أطيقها وتراجع مستواي التعليمي، وأصبحت غير اجتماعي، لا أحب الأنشطة الاجتماعية، ولا أطيق التجمعات والمناسبات تجنبًا للإهانات التي أسمعها، وكأنني أنا الذي اخترت هذا الجسم لنفسي, الإنسان لا يملك شيئا في نفسه، وليتهم يعلمون ذلك من يهينونني، ويحطمونني, فأنا محطم نفسيًا بسبب ما يحدث لي من إهانات، وما أسمعه من كلمات جارحة، ومحطمة للآمال.
أصاب بالقلق والتوتر عندما أخرج من المنزل, وكلما أفكر في الأمر أصاب بالاكتئاب والإحباط, أريد أن أنتظم في دراستي, وأن أكون شخصًا اجتماعيًا, فأنا الآن ليس لي أي أصدقاء, وأنا لا أعتقد أنه يوجد علاج طبي لمثل حالتي؛ نظرًا لأنها تتعلق بالعظام؛ مما يصعب الأمر برمته، بل قد يجعله شبه مستحيل, فأخبروني-بارك الله فيكم- كيف أواجه هؤلاء الذين يحطمونني, وكيف أستطيع تحمل إهاناتهم والصبر على أذاهم؟
أرشدوني, بارك الله فيكم.