الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت الحياة الاجتماعية بقوة فأصابني اكتئاب وقلق ورهاب اجتماعي. أريد علاجا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف الحال؟ أنا فتى ذو 18 ربيعًا، كنت أعيش في اطمئنان حتى دخلت على الحياة الاجتماعية قبل سنتين وبشكل قوي، وبعد عدة صدمات أعاني الآن من اكتئاب وقلق غير منقطع وخوف وصداع مستمر، وأتعرق كثيرًا، وأعاني من رهاب اجتماعي، وأتضايق من أتفه الأسباب، وشديد الخجل وأكاد لا أتحكم بحركة جسدي وعضلاتي، وفقدت التركيز بعد أن كنت أحفظ الشيء من أول وهلة، ودائمًا أؤجل أعمالي، وكثير النوم ومتكاسل، فأريد علاجاً يساعدني؛ للتخلص من هذا، بحانب العلاج السلوكي، ولا تخبروني بالذهاب إلى طبيب؛ فظروفي لا تسمح لي. أيضاً أعاني من أنيميا. وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، وأكيد أنك تمرّ بمرحلة صعبة من حياتك الآن بسبب أنك في هذا السن في المرحلة المتقدمة من المراهقة، حيث أنت في 18 من العمر، والتي تمتاز عادة بالنمو الاجتماعي، بينما في المرحلة الأولى النمو الجسمي، والتالية هي النمو النفسي، والآن النمو الاجتماعي، حيث تنمّي مهاراتك الاجتماعية بالاختلاط بالناس، وحسن التعامل معهم، وفي وضع قدميك على الأرض في المجتمع، وتبحث عن هويتك التي ستُعرف فيها في المجتمع.

بعض ما ذكرت في سؤالك يشير إلى حالة من القلق أو الارتباك الاجتماعي، والذي يبدو أنه مترافق عندك ببعض نوبات الذعر، وهي هجمة مفاجئة لحالة من الشعور الشديد بالقلق والارتباك والخوف، والتي تترافق ببعض الأعراض التي وردت في سؤالك، كالصداع والتعرق.

أولاً: يفيدك أن تتذكر أنك في مثل هذه المرحلة من النمو والتطور، وهذا ما يحصل عند غالبية الشباب، وإن كان بدرجات مختلفة.

وثانيًا: أن تتذكر أن التجنب، كتجنب لقاء الناس والأماكن التي ترتبك فيها، هذا التجنب لا يحلّ المشكلة، وإنما يزيدك ارتباكاً وحرجًا؛ لأنك تفقد فرصة التعلم والتجريب والتدريب على مواجهة الناس، وتجاوز هذا الارتباك.

وستلاحظ من خلال الزمن أن الأمر قد بدأ يتحسن شيئًا فشيئًا، حتى تمتلك المهارات الاجتماعية المطلوبة للحياة الاجتماعية.
بينما ما يتعلق بموضوع فقر الدم (الأنيميا) فأتركه لطبيبك؛ ليقوم بالفحوص المناسبة، ومن ثم التشخيص فالعلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً