الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انسداد الأذن وألم في الرأس ودمامل في الإبط، فما علاج كل ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ حوالي ستة أشهر بدأت أذنيّ بالانسداد، فأقلب رأسي للأسفل حتى تنفتح، لاحظت أنهما تنسدان غالباً عندما أجري في الجامعة، أو أقوم بتنظيف البيت، أي حين أبذل مجهوداً.

ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، وقال: إن الأذن سليمة تماماً، والجيوب الأنفية، والحلق كذلك، وإن الضغط هو الذي يسد الأذن، ولم يبين ما أسبابه!!

ذهبت لطبيب عام، لكنه لم يكترث، وكأنه أمر طبيعي، قال: استمري على العلاج، أو تناولي مسكناً،أخبرته أن الألم محتمل، ولكن القلق لا أقدر أن أتحمله، أريد أسبابا تفسر انسداد أذني، قال: هناك أسباب عديدة منها: الفك، فتذكرت طبيب الأسنان قبل عام وأكثر، أخبرني أن لدي عيبا خلقيا في الفك، أو هكذا قال، لا أذكر تحديداً، لكن هناك مشكلة في فكي، فقال: الآن عرفت السبب، فراجعي طبيب الفك، هل من الممكن أن يكون الانسداد بسبب الفك؟

علما أن أذنيّ وما خلفهما يسببون لي ألما منذ شهرين، وفي فترة ما كنت لا أقدر على النوم من الألم والقلق، حتى رأسي من الخلف يؤلمني -خصوصا خلف الأذن-، وينتقل الألم من مكان لآخر، لا أعرف إذا كان متصلا بألم الأذن، لكنه ألم غريب، وكأنه وجع كدمات، مع أنني أضغط رأسي بأصابعي مكان الألم ولا أشعر بالكدمة، وأكثر ما يصيبني خلف رأسي جهة اليسار تحديداً، وعينيّ أشعر بأنهما مجهدتان، فإذا كنت في غرفة مظلمة قليلاً لا أرى جيداً، كما كنت أرى، فكأن العين ترمش والصورة تذهب وتأتي بسرعة وغير واضحة، فهل الموضوع خطير؟

أرجو المساعدة، خلال تحليل الدم ظهر كل شيء سليماً، عدا نقص في فيتامين د (24)، وأنا أتناول حبوباً تعوضه.

كذلك أشعر بالألم في الثدي الأيسر منذ مدة، كأنني نائمة عليه، وحين أضغطه أرى أن الألم يتمركز في أوله جهة اليسار من أعلى المنتصف قليلاً، ومنذ شهرين ونصف تركت حبوب منع الحمل بعد استعمالها مدة عام كامل - شهر ياسمين، والباقي جنيرا-، وظهرت دمامل في الإبطين منذ عام ونصف، والتي في الإبط الأيمن تستجيب للمضادات عادة وتذهب، وأما في الأيسر، فإنها تكبر وتكبر حتى تُفتح -فتحت 4 دمامل في المستشفى-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمر لا يستدعي القلق إطلاقاً، وبالفعل فإن وجود عيب خلقي في الفك قد يؤثر بالسلب على الأذن عن طريق انسداد قناة استاكيوس، والتي تمتد من نهاية البلعوم الأنفي وحتى الأذن الوسطى، لتقوم بمعادلة الضغط على جانبي الطبلة، كما أن هذه القناة لها منشأ واتصال بعظام الفك، ولذا فهي تفتح لتقوم بوظيفتها أثناء البلع والمضغ، وحركة الفك بصورة عامة، ولذا إذا كان هناك أي مشكلة في عظام الفك، فإنها تؤثر سلباً على قناة استاكيوس، وبالتالي على ضغط الأذن، إذ أنها تعادل الضغط على جانبي الطبلة كما بينت آنفا.

وأما عن شكواك بأن هناك ألما بمنطقة خلف الأذن والرأس من الخلف، وينتقل الألم من مكان لآخر، ويسببان لك قلقاً، ولا تستطيعين النوم منه، وكذلك أن عيناك مجهدتان، وإذا كنت في غرفة مظلمة قليلا فلا ترين جيداً، كأن العين ترمش والصورة تذهب وتأتي بسرعة وغير واضحة: فأغلب ظني - وخاصة أن تحاليل الدم كلها سليمة - أن هذه الشكوى بسبب اضطرابات نفسية، أو لظروف خاصة تمرين بها، ولعلك حديثة عهد بغربة -حيث استنتجت ذلك من الاسم المصري وإقامتك بالسعودية- ومكوثك أوقاتا طويلة بمفردك، حيث ظروف عمل الزوج تقتضي ذلك، ومع البعد عن الأهل والأصحاب، أو حديثة عهد بزواج وما يحدث فيه من بعض المشاكل، وخاصة في بدايته لاختلاف الطباع، وعدم التكيف السريع معها.

ولذا فأنصحك بداية أن توثقي علاقتك بالله عز وجل، والإكثار من الذكر وقراءة القرآن؛ ففيهما حياة القلب والأنس بالله، فلا تحسين معه بغربة أو وحشة، وبهما تطمئن نفسك وتسكن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، -وبإذن الله- ومع الوقت لن تشعري بتلك الغربة، وسوف تلتقي وتتقارب الطباع ووجهات النظر، وسوف تنعمين بحياة سعيدة ورغيدة، وبأسرة مترابطة هانئة هادية مسرورة.

والله الموفق.

----------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عبدالمحسن محمود -استشاري أنف وأذن وحنجرة-.
تليها إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
----------------------------------------------------

هناك نشاط حميد غير سرطاني يحدث في الثدي يسمى fibroadenosis، وفيه يحدث بعض التليف والنشاط في بعض غدد الثدي، ويوجد به بعض الألم، ونوع آخر يسمى: fibroadenoma، وهذا تليف فقط، ولا يوجد به نشاط في الغدد، ولا يصاحبه ألم، وهذا الذي تصفينه، وتحدث تلك التغيرات نتيجة لاختلاف مستوى الهرمونات طوال الشهر.

وارتفاع هرمون الحليب Prolactin -وهذا يمكن قياسه-، قد يؤدي إلى احتقان الثدي والشعور بالألم، ولكن يحدث ذلك في كلا الثديين وليس في ثدي واحد، وقد يحدث التهاب بكتيري واحتقان في الثدي، وفي حال وجود منطقة مؤلمة بعينها، خصوصا مع الضغط عليها، فعليك بزيارة طبيبة عامة أو نسائية، وفي حال وجود التهاب، يمكن للطبيبة صرف مضاد حيوي مناسب، مع المراقبة الشخصية أو الفحص الذاتي في آخر كل شهر، وفي حالة تغير الحجم يمكن إجراء أشعة mamogram على الثدي، ثم عمل ultrasound إذا تطلب الأمر ذلك.

ووجود دمامل في الإبط مؤشر على وجود التهاب: إما في الثدي، وهذا ربما يؤكد نظرية وجود التهاب في الثدي، أو ربما وجود التهاب في الساعد والعضد أو الكتف، وعلى قدر ما هو مزعج على قدر ما هو مطمئن؛ لأن علاج الالتهاب مضاد حيوي مناسب لمدة 10 أيام، مع غيار على الجرح، والحذر من إزالة الشعر بطريقة قد تجرح الأنسجة، أو وضع مزيل عرق غير مناسب، خصوصا إذا كنت من النوع غزير العرق.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى ما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً