الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة التي أتخلص بها من بدانتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في ال19 من عمري، غير متزوجة، أعاني من البدانة منذ الصغر، ولطالما كنت الطفلة الأكبر حجما بين أقراني، ولا أعرف لم زاد وزني، فجأة كنت طفلة طبيعية الحجم، أحب الأكل، ولكني كنت كثيرة الحركة، ولم أكن مفرطة كالأطفال الآخرين.

ليس لدي مشاكل في الغدد، لا سكري ولا ضغط -والحمد لله-، جربت الكثير الكثير، حميات قاسية وغير قاسية، ممارسة الرياضة، وكنت أمارس الكثير من الرياضيات رغم حجمي، ومع ذلك كنت بدينة.

لقد تعبت حقًا من هذا الأمر، وأجهدت نفسيًا وجسديًا، حتى أصابني الاكتئاب، وبت لا أرى هدفاً لحياتي.

الآن أنا أعي بأني خلقت للعبادة، والتزمت -والحمد لله-، ولكن هذه الأفكار تراودني، وتمنع نومي أحيانا، غير أنني أوسوس كثيرا، وبت أخاف النوم وحدي، وأخاف أن أرجع لحالة الاكتئاب الحاد التي أصبت بها من قبل، وكدت أقتل نفسي، ولكن الله هداني.

في بيتنا مشاكل عائلية بين والديّ، فهما لا يطيقان بعضهما أحيانا كثيرة، وأبي لا يعيش معنا، لكنهم يتصادمون أحيانا بالهاتف، وهذا منذ أن كنت صغيرة، لا أدري إن كان هذا بسبب تعلقي بالطعام.

والآن أريد حلا يا دكتور، وليس بوسعي الذهاب لطبيب نفسي رغم أني طلبت ذلك من أهلي، ولكنهم لا يريدون أن يأخذوني إليه، فماذا أفعل؟ فقد تعبت وسئمت الرجيم والرياضة، وما هو الوزن المناسب؟ والزمن المناسب لخسارة الوزن؟ وماذا أتناول؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ um Binyame حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أتفق معك أن زيادة الوزن خاصة لدى الفتيات يُسبب الكثير من عدم الارتياح النفسي، وهنالك ارتباط كبير ما بين السُّمنة والاكتئاب النفسي، فأصل كل داء البَرَدَةُ –أي التخمة– حتى في الناحية النفسية.

الذي يتضح لي أن العوامل الوراثية والبيولوجية ربما تعلب دورًا في السمنة التي تعانين منها، لكن هذا لا يعني أنك لا يمكن أن تخفضي من وزنك، لا، يمكن ويمكن جدًّا، وأنت ما دام لديك الاستعداد، ولديك الإصرار، فتأكدي أنه يمكن أن تصلي إلى مبتغاك.

أفضل أن تقابلي أخصائية تغذية، هذا هو مفتاح الأمر، لا بد أن يكون هنالك من يُساندك، وأخصائية التغذية المقتدرة سوف تجدين منها كل النصح والإرشاد، ومن خلال التواصل معها هذا سوف يُدعم برامجك التي تضعينها لتخفيف الوزن.

والهدف ليس فقط تخفيف الوزن، الهدف أن تعيشي حياة صحية، حياة نشطة، حياة إيجابية، وهذا بالفعل يتم أيضًا من خلال تخفيف الوزن، وتخفيف الوزن يجب ألا يكون قاسيًا، بمعنى أنك لا تدخلي في نظم وبرامج شديدة وقاسية، فالطريقة الوسطية التي فيها نوع من المداومة والاستمرارية هي الأفضل.

ودائمًا الإنسان يجب أن يضع هدفًا، الهدف في حالتك هو تخفيف الوزن، لكن ما هو الوزن المثالي الذي تريدين الوصول إليه؟

إذًا ضعي هدفًا، وزنا معينا، وثبتي مثلاً أن تنزلي بمعدل 2 إلى 3 كيلوجرام في الشهر مثلا، فهذا جيد جدًّا، ويجب ألا تكون هنالك نوع من التردد أو المساومة في هذا الموضوع.

إذًا الهدف واضح، والآليات معروفة، هي ترتيب الطعام حسب ما تُرشدك إليه أخصائية التغذية، وممارسة الرياضة، والإكثار من الأنشطة الجسدية، فهذه هي الوسائل المعروفة.

ولديك عامل نفسي قوي، كما ذكرت لك، هنالك نوع من الإحباط، لكن هذا تتغلبين عليه من خلال التفاؤل والدافعية، أنت صغيرة في السن، لديك -إن شاء الله تعالى- أهداف عظيمة، منها التفوق الدراسي، أنت حريصة على أمور دينك، فهذه أمور كلها طيبة جدًّا.

الصعوبات الموجودة بين والديك:
أسأل الله تعالى أن يصلح ما بينهما، وكوني أنت ساعية للخير بينهما متى ما كان ذلك ممكنًا.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي مثل مضادات الاكتئاب، فتخفيف الوزن، والإصرار على ذلك، ووضع هدف، وتغيير نمط الحياة بأن نجعله إيجابيًا، هذا هو الذي تحتاجينه، وهو ليس صعب التطبيق، وليس بعيد المنال بإذنِ الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان um Binyameen

    جزاك الله خيرا يا دكتور

  • الجزائر دنيا فايدي

    شكرا شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً