الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحاليلي سليمة ولكني أعاني من خوف وقلق ورعشة في أطرافي، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 26 سنة، أعاني من خوف وقلق شديد جدًا ورعشة في كل جسمي، وخاصة الأطراف، وضيق تنفس وكتمة لدرجة أنني أخاف أن أخرج من البيت؛ لأني أتصور بأنه سيحدث لي مكروه.

الحالة بدأت عندي منذ سنة تقريبًا، كنت وقتها على سطح المنزل فجأة شعرت بإعتام في النظر العين اليمنى، وخفت خوفًا شديدًا، وأصبحت أرتجف وريقي نشف، وطلبت من أهلي أن يأخذوني للمستشفى وفعلاً وجدوا ضغطي مرتفعًا ودقات قلبي كانت سريعة ومرتبكة فنمت في المستشفى يومين، وخلال هذه الفترة عملت تحاليل، وفحوصات، وتبين أن كل شيء عندي -ولله الحمد- سليم، حتى أني عملت فحص إيكو للقلب، وتنظيرًا للمعدة والقولون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

نعم -الحمد لله- كل شيء عندك طلع سليمًا بعد أن أجريت هذه الفحوصات المضنية والدقيقة، وكان من المفترض أن يُفسَّر لك ما وقع عليك، نعم أنت جسديًا سليم، وحتى نفسيًا سليم، لكن الذي حدث لك هي ظاهرة نفسية أعطتك وظهرت عندك في شكل هذه الأعراض المزعجة، هذه نوبة هرع أو ما يسمى بنوبة الفزع والهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يأتي دون أي مقدمات في كثير من الأحيان، وتكون الأعراض الجسدية مُهيمنة مع خوفٍ شديدٍ مثل ما حدث لك، وبعد أن تُجهض وتنتهي هذه النوبات يدخل الإنسان في دوامة من القلق والشكوك والوساوس كما حدث لك.

وأقول لك أن الأمر في غاية البساطة، هذه ظاهرة نفسية بسيطة، وأنت لست بمريض نفسي، ولست بمريضٍ عضوي، -فالحمد لله تعالى- على ذلك، أسأل الله أن يُديم عليك نعمة العافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة.

أيها الفاضل الكريم: كل الذي أريده منك هو أن تتناسى ما حدث، أن تعيش حياة مُفعمة بالأمل والرجاء والأنشطة، أنت شاب في هذا العمر الجميل، عمر الطاقات، وعمر الدافعية الإيجابية، عمر الجمال، عمر اكتساب المعرفة، عمر أن يكون قلبك معلق بالمساجد، فيا أيها الفاضل الكريم: اجعل حياتك على هذا النمط، وهذا سوف يُزيح تمامًا من خيالك -وكيانك ووجدانك الداخلي- الخوف والتوترات من النوع الذي أصابك.

أضف إلى ذلك: أريدك أن تمارس الرياضة، فيها خير كبير جدًّا، التواصل الاجتماعي بكل أنواعه سوف يُفيدك، بر الوالدين قيمة عظيمة جدًّا لبعث الطمأنينة في النفس، وأريدك أيضًا أن تُطبق تمارين الاسترخاء التي وردت في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).

فوق ذلك تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف سيكون مفيدًا لك جدًّا، وعقار (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون هو الأفيد والأحسن، تُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، أو عقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit).

إن أردت أن تذهب إلى الطبيب هذا سيكون أمرًا جيدًا؛ لأني أرى أن ما نذكره هنا في موقعنا من إرشاد توجيه سوف يُدعم من خلال مقابلة الأطباء، -والحمد لله تعالى- الأطباء الثقات في الأردن كُثُر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً