السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت معاملتي لزوجي تتسم بالبرود بعد أن ظلمني وجرحني بالكلمات القاسية والدنيئة، في العديد من المرات يقولها لي في لحظات غضبه، وغضبه لا يتجاوز الربع ساعة، ولكن خلال هذا الوقت تكون كلماته كالسكاكين.
زوجي مسلم ويخاف الله، ولكنه ينسى كل شيء في لحظة غضبه، لست أنا المتسببة في غضبه، فأنا مسالمة في طبعي وقليلة الكلام، لكنه يغضب من كلمات أخته أو من غيرها، ثم يثور ثورته علي، أهلي كانوا متسامحين معه في كل مرة قابلوه فيها، وهم عائلة مسالمة وأنا بعيدة عنهم بسبب الغربة، لهذا لم يتدخلوا قط في علاقتنا، لكنهم لم يسلموا من لسانه في لحظات غضبه، لقد تعبت، فقد ظلمني كثيراً بكلامه ولا يعتذر؛ لأنه لا يحب الاعتراف بالخطأ.
قبل يومين قام ولأول مرة بالاعتذار مني عن تصرفه الأخير، وعاملني أحسن معاملة في اليومين الماضيين، لكن قلبي قسى، لا أستطيع مسامحته، أعامله ببرود، أخبرته بأني سامحته لأني أعرف بأن الاعتذار يجب أن يؤخذ بالاعتبار، خصوصاً أنه من الأشخاص الذين لا يتأسفون بالعادة قلبي لا يستطيع مسامحته، أتألم كلما تذكرت كلماته التي قالها بحقي وبحق والدتي.
لقد صبرت وقلت - حسبي الله ونعم الوكيل -، لكني أجهل ما الذي يتوجب فعله، أصبحت بين نارين ناره ونار إرضاء الوالدين، سامحته عندما كانت إهاناته تجاهي وصبرت ولكني لا استطيع مسامحته بعد إهانة والدتي، لا أحد يرضى بذلك، خصوصاً وأن هذه الإنسانة بعيده كل البعد عنه، ولا يكلمها إلا في الأعياد الرسمية.
رأيت كل الذل من أهله، ولم أهنهم بكلمة واحدة، التزاماتي في مدينتي تمنعني عن الابتعاد، ولو فكرت في الانفصال فلا أستطيع فعل ذلك قبل سنتين، وفكرة الانفصال فكرة مؤلمة، خاصة وأن عشرتنا فيها الكثير من الأوقات الجميلة، ولكن تفضيله للجميع علي، وتصرفاته معي، وعدم احترامه لي ولأهلي يجبرني على التفكير في الانفصال، أخاف أن يكون الكبر قد سكن قلبه، فهو يرفض تماماً النصيحة من أي أحد، وكيف كان الرسول - صلى الله عليه ويسلم - يتعامل مع زوجاته، حجته برفض النصيحة بأنه يعلم أحسن مني ومن غيري في أمور الدين كونه قد عاش حياته على الإسلام والسنة، وقرأ من الكتب الكثير، وهناك الكثير من التفاصيل التي لا أود سردها، كيف يمكنني أن أسامحه؟ وما حكم الشرع في تصرفاته وفي عدم مقدرتي على مسامحته؟
وجزاكم الله خيراً.