السؤال
السلام عليكم.
لديَّ استفسار مهم جداً، وأرجو الإفادة والتوضيح فيه بشكل دقيق.
إخوتي: أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، وهذه هي السنة الثانية لي في الصف الثالث، والأسباب مهما شرحت لن تصلْ إلى قارئها.
ملخص حكايتي: أنني عانيت منذ الصغر في المرحلة الابتدائية والإعدادية من عدم اهتمام الأهل، فلم يكونوا يهتمون بي، سواء ذاكرت أو لم أذاكر، وكنت ألعب طوال الفترة الدراسية، ولم أكن أذاكر إلا قليلاً، كنت طفلاً مثل كل الأطفال، لم أكن أعرف مصلحتي.
ظهرت بعد ذلك معضلة عندما أدركت ذلك في أول السنة الدراسية في السنة الأولى لي، وما أحتاجه من تأسيسات في الرياضيات والعلوم، وكان لديّ معضلةٌ مع النحو، ولكن بفضل الله حللتها بعد الصف الثالث الإعدادي، وتفوقت فيه، ولا أدري لماذا لم أنظر إلى باقي المواد؟ ومستواي جيد جداً في الإنجليزية، فمنذ صغري وأنا أهوى تلك اللغة، وكانت أفضل ما أريد مذاكرته في صغري.
المعضلة الأكبر أني بعد (3) شهور من السنة الأولى اكتشفت هذه الفاجعة، وظللت في حيرة، هل أقسّم المواد على عامين؟ ولما كان قبل الامتحانات بـ(3) شهور قررت ألا أدخل كل المواد، وأعالج ضعفي في تلك المواد، وبدأت بالرياضيات، وللأسف أخذتْ كل وقتي حتى بدأت السنة الثانية -الحالية-، ولم أنتهِ منها، وظل جزءٌ صغير منها، وفاجعة العلوم (أذاكر الرياضيات من أجل الفيزياء، والعلوم من أجل الكيمياء، وبعض المعلومات في الأحياء، مع العلم أنني في شعبة علمي/ علوم).
قررت خوض السنة الثانية على أمل أن أواجه ذلك النقص، ولكني عند كل درس في الكيمياء والفيزياء أواجه نقاط جديدة مرتبطة بدروس من الرياضة والعلوم في السنين الماضية.
في شهر يناير قررت ترك الدروس، وإكمال ما بدأته، ولكن أهلي وقفوا لي بالمرصاد، وقالوا: لقد سمحنا لك بسنة واحدة، ولا نستطيع أن نتحمل رؤيتك في مكانك منذ (3) سنوات، فهذا إهدار لعمرك.
مع العلم أنني أعمل على إرضائهم دائماً، ولكن هذا مستقبلي، لا أريد أن أدخل أي كلية، ولا مستقبل لي بعد إنهائها، فها هو حال كثير ممن حولي، معهم شهادات كليات بعضها رديء، وبعضها عادي ومعاهد، ولكن لم يعملوا بها، ويعملون أعمالا حرة.
يبقى السؤال: هل الثانوية كل شيء؟ وهل هي مصيري المحتوم مثلما أنا متخيل؟ هل سأعاني إن لم أدخل كلية من كليات القمة؟ وللأسف تفكيري بأني إذا لم أستطع دخول كلية قمة ستنتهي حياتي للأبد، ولن أنجح في المجالات التافهة -في نظري تافهة-. أنا لا أرى في نفسي معلماً، أو موظفاً حكومياً، مع كامل الاحترام لهذه الوظائف ولأصحابها، ولا أقلل من شأنهم، ولكني لا أحبذها.
السؤال: هل أجازف وأدخل؟ مع العلم أنني لم أُنهِ مادة الكيمياء والفيزياء شرحاً ومذاكرةً، وأنهيت الأحياء، واللغة الفرنسية، وباقي أجزاء قليلة من الإنجليزية، وأيضاً اللغة العربية، وباقي من الوقت (3) شهور.
كيف أغيّر تفكيري؟ وهل سأندم بعد ذلك في المستقبل إذا دخلت هذه السنة؟ هل سألوم نفسي دائماً إذ عملت في مجال عادي، لا مركز له في المجتمع، أو بالأحرى لا قيمة له فيهِ، مع راتب هزيل يكفي لكي أدبر أوْلى احتياجاتي فقط، دون الحصول على بعض الرفاهيات؟