السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عزباء، وبعمر 25 سنة، تمّ تعييني مؤخّرا كأستاذة في مدينة مغايرة لمقرّ إقامة عائلتي، وتوجب عليّ قبول العمل استجابة لإرادة والديّ، ولكنني وجدت فيه كثيرا من المشقّة و المسؤوليّة، إضافة إلى أنه يتعيّن عليّ اتباع برنامج دراسي معيّن و نظام إداري معيّن، أعترض على كثير من الأمور فيها، فمثلا في برنامج تدريس مادّة الفرنسية التي أدرّسها حثّ للتلاميذ على حبّ الدّنيا والتمتّع بها و اللّهو وغيره ( كمحاور كاملة تهتمّ بالمسرح والسيرك والموسيقى...)، بل أجد فيه صورا لا يليق بمسلم أن يراها، إضافة إلى الأفكار المسمومة التي ينقلها الكتاب المدرسي أحيانا بطريقة غير مباشرة.
باختصار لا أرى في هذا البرنامج ما ينمّي لدى الأطفال الهويّة والأخلاق الإسلاميّة، وهو ما جعلني في وضع محرج، وفي صراع مع نفسي ومع النظام الدراسي الذي أوجب علينا المسئول التّقيّد به إلى حدّ ما رغم اقتناعه بضرورة تغييره.
الإشكال أنّ حصص عملي مضغوطة بحيث أنني بالكاد أجد الوقت لإعادة صياغة الدّروس بما يناسب المبادئ الإسلاميّة، لأنني لازلت أستاذة مبتدئة بل وأتلقّى تكويني البيداغوجي في كيفيّة التّدريس بالتّوازي مع التّدريس نفسه!
النّظام المفروض عليّ كأستاذة مبتدئة يبدو لي جائرا ويحدّ من حرّيّتي الدّينية، حتّى أنيّ أخشى على علاقتي بربّي وأخشى أنني في فتنة.
أودّ ترك العمل، لكن والدي يفرضانه عليّ، وأخشى عصيانهما، خاصّة وأني إذا تركته أبقى في البيت وهو ما يعترضان عليه قطعا، فهل يجوز لي مخالفة والدي وترك عملي؟