الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري المتعلق بالنظافة والنظام وعلاقته بحالات الاكتئاب

السؤال

السيد الدكتور، السلام عليكم!
أنا صبي عمري 16، عانيت فجأة من الاكتئاب، لكن سبقه بعض نوبات فزع وخوف مريعة، المهم بدأ ذلك في شهر 9 سبتمبر الماضي، أي أن لي قريب السنة وأنا أعاني القلق والاكتئاب!.

كنت لا أستطيع تحديد مرضي، كنت أظنه سحراً، ودعوت الله ليهديني إلى معرفته، فاستجاب الله لي! قرأت عن الاكتئاب، وانطبقت علي أعراضه، فكنت قلقاً، مضطرب النوم، مكثراً للطعام!.

المهم ذهبت في شهر 7 الحالي إلى طبيب نفسي، والذي شرحت له كل شيء، وتعاون معي - أكرمه الله - فقد أعطاني دوائين لم ألبث أن تحسنت، وهما:

1-Prozac
2-Xanax نصف صباحاً حبة مساء

ليس ذاك المهم، المهم أني استمررت عليه أسبوعاً، ثم المراجعة، كما وصى الطبيب، ثم أسبوعين، أي أني تناولته 3 أسابيع فقط، والتحسن رائع ولله الحمد!.

المخيف أنه بعد تركي له، شعرت بازدياد التحسن، لكن ظهر شيء رهيب، لقد بدأت أتصرف بغرابة، حيث أهتم بالترتيب الدقيق، وأن يكون كل شيء مرتباً حولي بشكل غير مألوف، حيث إذا تذكرت شيئاً تافهاً - كفساد ترتيب سريري - أترك كل شيء وأرتب الجزء البسيط الذي خرب.

بعد ذلك قررت شراء الدواء، فتناولته أسبوعاً، والغريب أني أشعر بخفة الإلحاح، ولله الحمد!.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الجزئية الأخيرة التي ذكرتها هي نوع من الوساوس القهرية، والتي تكون مصاحبة لبعض الحالات من حالات الاكتئاب النفسي والمخاوف، وأرجو أن لا يكون هذا الشيء مستغرباً بالنسبة لك، أو لا تعتبرها أمراضاً منفصلة، حيث أن كل هذه الحالات تنتمي إلى خلل كيميائي واحد، وهو الاضطراب البسيط وعدم انتظام إفراز مادة السيروتينين، ولذا وُجد أن معظم الأدوية الحديثة التي تُعالج الاكتئاب تُعالج الوساوس والمخاوف أيضاً، مع اختلافات بسيطة فيما بينها، وعليه أرجو أن تستمر في تناول العلاج، حيث أن لديك الاستعداد ربما يكون من الناحية الوراثية أو البناء النفسي لشخصيتك، وهذه الأمور كثيراً ما تؤدي إلى حدوث نوبات انتكاسية من وقتٍ لآخر، وفي هذه الحالات تُعتبر الجرعة الوقائية هامة جداً، فلا مانع من أن تأخذ البروزاك لأطول فترة ممكنة، حيث أنه سليم، ويوجد الآن ما يسمى البروزاك 90 (Prozac90)، وهو نوع من البروزاك يؤخذ مرةً واحدة كل أسبوع ( أربع كبسولات في الشهر )، والأدوية البديلة للبروزاك هي زيروكسات، وسبراليكس، وليسترال.

أما بالنسبة لزاناكس، فهو علاجٌ مفيد في علاج القلق والرهاب، وهو علاج مساعد وليس أساسي، ولا نفضل استعماله لمدةٍ طويلة؛ حيث أنه يسبب شيء من التعود والإدمان لدى بعض الناس .

شفاك الله وعافاك.
وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً