السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقدم لكم نفسي، أنا شاب أبلغ من العمر خمساً وعشرين عاماً، مقتدر، جامعي، وأعمل في وظيفة مرموقة، ولله الحمد.
نشأت في كنف والدتي، حيث أنها انفصلت عن والدي بعد ولادتي بأسابيع، فتكفلت بتربيتي ورعايتي حتى كبرت ووصلت إلى ما وصلت الآن.
علاقتي بوالدي مع الأسف ضعيفة للغاية، مقتصرة على لقاءات عابرة فاترة في المناسبات، وهو أمر بات طبيعياً بالنسبة لي منذ أن كنت صغيراً، فأنا لم أرَ والدي إلا في سن متأخرة!
ليس لأبي أي أشقاء يمكنني التواصل معهم، هناك فقط عمتي التي كانت تهتم بي وترعاني، وقد توفيت قبل بضع سنوات.
نشأت في جو من العصامية والكفاح، كان المستوى المادي ضعيفاً لوالدتي، وكنت مثابراً حتى أصل إلى هدفي، والحمد لله حققتُ الهدف ووصلت إلى مركز مهم يحترمني بسببه جميع الناس زادني ثقة بنفسي.
الذي أعانيه في الفترة الحالية هو موضوع الزواج، ما هو حاصل خصوصاً في ثقافة بعض آباء الفتيات هو البحث في سيرة أهل المتقدم للزواج، فهم لا يسألون عنه بقدر ما يسألون عن أبيه وأعمامه وعن مجلس أهل أبيه، يغضون النظر عن شخصية المتقدم، وكفاحه، وحتى مستواه الوظيفي، وهذا ما استشفيته عندما كدتُ أن أتقدم إلى إحدى الأسر للزواج قبل أن أتراجع في اللحظة الأخيرة!
وهذا أمر بات يؤرقني! فما ذنبي إذا كنت شبه مقطوع من شجرة! مع العلم أنني من نسب طيّب إذا كان في المسألة نسب، كما أن علاقتي بأبي قد تؤثر بمسألة الزواج، فظروف العلاقة بيني وبينه ستظهر وقت التقدم إلى الفتاة.
مصدر الأرق هنا هو أنني لا أتحمّل، وبعد هذا التعب والكفاح والخطوة الكبيرة التي خطوتها نحو تكوين نفسي أن يتم رفضي إذا تقدمت في يوم من الأيام، ولسبب خارج عن إرادتي.
كيف أعيد بناء الثقة بنفسي؟ ما هو الحل في وضعي الحالي لدى تقدمي للزواج؟ أحياناً أشعر بالقهر عندما أعتقد أنه من الممكن أن اُرد في يوم من الأيام! شاب ملتزم، في مركز مرموق، ومن نسب طيّب -والحمد لله-، فما الذي يريده أهالي اليوم أكثر من ذلك؟
أجيبوني، جزاكم الله خيراً.