الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بضعف الذاكرة والتركيز وأشعر بخمول وكسل. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر 21 عامًا، أعيش مع عائلتي باستقرار -الحمد لله- وليس لدي أي مشاكل، لا مرضية، ولا نفسية، ولا عائلية، فقط أعاني من فقر الدم البسيط، متفوقة في دراستي، ولدي ذكاء، وقوة ملاحظة، وذاكرة -ولله الحمد-.

ولكن منذ فترة ليست بالطويلة بدأت أنسى الكثير من الأشياء، حتى التي تحصل أمامي قبل ثوان، وأحتاج لجهد كبير، وتعب حتى أستطيع التذكر، وأغلب الأحيان لا أستطيع تذكر شيء، إذا حاولت التركيز في شيء معين فإنني أبذل جهدًا كبيرًا ومتعبًا حتى أقدر.

أيضًا بدأت أفقد التركيز، أسرح كثيرًا بدون وعي بمنتصف حديثي مع شخص ما، أشعر وكأن الأصوات من حولي اختفت، لا أعلم هل هو سرحان، أو عدم استيعاب؟ ولكن فجأة أشعر وكأنني في عالم آخر لثوان، ثم أعود مرة أخرى وكأن شيئًا لم يحصل، كذلك لاحظت أن فهمي قل، مع العلم أنني كنت سريعة جدًا في الفهم.

كذلك بدأت أتخيل أشياء وأحداث لم تحصل أبدًا وأنا لا أكون متأكدة من حصولها.

ولكن الغريب أن هذا لم يؤثر على مستواي الدراسي أبدًا، ولا أنسى ما أحفظه عند دراستي، ولا أواجه أي صعوبة في تذكره وقت الحل في الامتحانات، وهذا ما أستغرب منه، وبعد هذا بفترة بدأت أشعر بكسل وخمول في جسدي، وليس لدي أي قوة لفعل شيء يحتاج إلى جهد، جسدي أصبح ضعيفًا، وخاصة يداي، كذلك سمعي بدأ يضعف بطريقة ملحوظة، وحالتي في ازدياد ملحوظ.

أرجو منكم إرشادي ومساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا بوصف هذه الحالة، أعانك الله وخفف عنك.

لقد أجبت منذ وقت قصير على سؤال مشابه لسؤالك؛ مما يشير لانتشار مثل هذه الشكوى عند الشباب والشابات، وخاصة في هذه المرحلة العمرية، فليس غريبًا مثل هذا الشعور الذي تشعرين به الآن، والذي يمكن أن يصيب الكثيرين في وقت من الأوقات.

وربما هناك عدة احتمالات لهذا الحال:
الأول: أنه نتيجة للتعب والإجهاد بسبب عمل شاق عضلي، أو حتى ذهني، وإن كان هناك بعض الأعراض التي ذكرتها والتي توقفتُ عندها، وخاصة ما ورد في سؤالك من شعورك، وكأنك في عالم آخر لثوان، والآخر تخيّلك لأشياء لم تقع إلا أنك تكونين متأكدة من وقوعها...، وهذين العرضين في الحقيقة يحتاجان لفحص وتحر، فقد يكون بسبب حالة عضوية كبعض الشحنات الكهربائية في الدماغ، وإن كانت لم تصل لحد الاختلاج والنوبة الكاملة.

والاحتمال الثاني: أن لها علاقة بفقر الدم الذي تعانين منه، وإن كان فقر دم خفيفًا كما ورد في سؤالك.

والاحتمال الثالث: لكل هذه الأعراض هو انشغال البال في بعض المشكلات والصعوبات الحياتية، سواء الأسرية أو الاجتماعية أو المالية... مما يجعل الذهن سريع التشتت، وقليل التركيز والانتباه.

والاحتمال الرابع: أنك ربما تعانين من شيء من الاكتئاب، حيث يضعف عادة التركيز والانتباه في حالات الاكتئاب، إلا أننا من النادر أن نشخص الاكتئاب من مجرد هذا العرض، وهو قلة الانتباه والتركيز، حيث تكون هناك أعراض أخرى لم ترد في سؤالك.

أنصح أن تفكري في هذه الاحتمالات الأربعة، فإذا ترجح لديك واحدًا منها، فحاولي عندها تدارك الأمر وبحسب الاحتمال الراجح.

وأنصحك بزيارة طبيب أعصاب ليقوم بالفحص، وربما يطلب منك بعض الاختبارات، ومنها تخطيط الدماغ لاستبعاد أو تأكيد شيء عضوي، وإذا كانت الشحنات الكهربائية في الدماغ فمن السهل علاجها هذه الأيام.

وإذا احتجتِ لاستشارة نفسية كما في الاحتمال الرابع للاكتئاب، فأرجو أن لا تترددي في فعل هذا، وخاصة إذا طال الأمر ولم تشعرين بشيء من التحسن بالرغم من محاولاتك تدارك الاحتمالين الأولين.

وفقك الله، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً