السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 31 سنة، عزباء، وناجحة كثيرا في عملي بالتدريس، ولكنني في الحياة أواجه الكثير من الصعوبات، وذلك بسبب تربية أهلي الخاطئة، من حرص شديد والانعزال عن الناس، وتضخيم الأمور، والانتقادات السلبية المستمرة.
عندما أواجه الناس، أعاني من أعراض مثل الخجل والتعرق الشديد، وتغير نبرة الصوت وانطباعات وجه، مما يدل على الخوف أو العدوانية، أو الارتباك، مما يجعل الناس تنفر مني، حتى عندما يمدحني الناس يحمر وجهي كثيرا وأرتبك، وكذلك عندما يسألونني عن حياتي، مع العلم أن هذا يحدث لي فقط في العلاقات الجديدة، أما العلاقات القديمة فأنا طبيعية جدا.
كما ترهقني أفكار سلبية تدمرني أسبوعا من كل شهر، أتوهم أشياء تجعلني أفقد الشعور بالأمل في الحياة، وأحس أن الجميع يكرهونني، وأحتقر نفسي دوما، وأتحدث عن أخطائي للجميع، وأصدق اتهامات الناس لي، مما يجعلهم يستغلونني في البيت والعمل، ويلقون الأخطاء علي، مما يجعلني أكره الحياة، وأفكر سلبيا في كل شيء، ودوما أشعر الأمور تنقلب علي بالسوء، مع أنني أنوي الخير، وأحيانا أتوقف عن الصلاة بسبب إحساسي بالظلم في هذه الحياة، وبسبب توفيق الله للناس السيئين.
تقدم لي العديد من الشباب، ولكنني فشلت في الخطبة، مع أنني غاية في الجمال، وذلك بسبب تفكيري في الأمور السلبية، وخوفي من المستقبل، بسبب نضجي في الحياة، ومعرفتي أن الحياة مصالح، وأنه لا يوجد حب حقيقي، وأنا أريد شخصا يرغبني بقوة، ويحبني كما أحبه، وليست رغبته بي تحقيقا لمصلحة، ويضرني ويقيد حريتي حسب مزاجه، مما يجعلني أتعامل مع الشباب بعدوانية، مما سبب في نفور العرسان مني، ومع ذلك أحزن لأنني لم أتزوج، وأشعر بالفشل.
ذهبت إلى طبيب نفسي، فأعطاني زولوسير 100، حبة صباحا وحبة مساء، وإندرال 20، حبة صباحا، ولكنني أخذت فقط زولوسير عيار 100، لمدة ستة أشهر، حبة صباحا، وحبة مساء.
وبعد التحسن والراحة النفسية، بدأت أعراض جسدية سيئة، كانقباض مفاجئ في العضلات، وكثرة التبول، وانضغاط الأسنان والنوم الكثير، وإرهاق دائم، جعلتني أتوقف عن العلاج تدريجيا، حيث أخذت حبة فقط، لمدة شهر، ثم نصف حبة، لمدة 15 يوما، وثم نصف حبة يوما بعد يوم، وبدأت بأندرال بسبب إحساسي بأعراض خجل وقلق في الفترة الأخيرة -التي أخذت فيها زولوسير نصف حبة-.
لا أحب مراجعة الطبيب؛ لأنه غير لطيف، ومضى على انقطاعي عن دواء زولوسير أربعة أيام، ومنذ الأمس أشعر بدوخة غريبة جدا، دامت يومين، والآن عادت لي الأعراض السابقة، فترات قليلة في الشهر، ولكن بمستوى أقل، لأنني غيرت كثيرا من أفكاري الخاطئة أثناء العلاج السلوكي، وأعطيت لكل فكرة أسبابها، وتحررت من كثير من القيود التي كانت ترهقني، مثل لوم أهلي، وأصبحت أتحمل مسؤولية كل شيء دون تذمر، ولكن ما زلت أدخل في نوبات من البكاء، عندما أتذكر الماضي، أو عندما أشعر أنني لن أتزوج، حيث أنني سلبية تجاه الزواج.
أتمنى أشياء كثيرة، وأخاف من عدم تحققها، وأشعر بسوء الحظ، وأحزن على الماضي، وأحيانا أخجل كثيرا لدرجة يصبح وجهي أحمر ملفتا للنظر، ومحرجا جدا، وأتعرق، وأتمنى الخلاص من الشعور السلبي، وأتحرر من أمراضي؛ لأكمل الحياة بهدوء وروية، أشيروا علي.