السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 18 سنة، وأنا أكبر إخواني، ولكن ياليتني كنت أصغرهم!
مشكلتي هي: أنني فقدت الشعور والصلة الفعلية في الواقع، فأنا أشعر بأن الحياة مثل الحلم، وكأنني أحلم، ولكن لا أشعر أبدا بأفعالي، وكأني تحت تأثير مخدر، وأن عقلي متوقف عن التفكير، وأعجز كثيرا عن التفكير، حتى إنني لا أفهم أفكاري، كأنها هلوسات، ذاكرتي ضعيفة جدا، وكأني فقدت الذاكرة منذ زمن، مع أن ذكريات الطفولة موجودة في عقلي، وأذكرها بسهولة، وكأنها تمرّ أمامي، فقط ذكريات الطفولة، وكأن ذاكرتي توقفت عند هذا الحد، واستيعابي بطيء جدا لحد البلاهة والغباء، وهذه الأمور حدثت لي عند نهاية المرحلة المتوسطة، ولم أكمل تعليمي إلى الثانوي بسبب هذا الشيء، وأنا عاجز إلى هذا الوقت عن فهم مشكلتي.
وكثيرا ما أعاني -علاوة على ذلك- من الإحباط والسوداوية، وفقدت الإحساس بالسعادة، فأنا لا أذكر أني سعدت حقا منذ أيام الطفولة، وأشعر بأنني كبرت على السعادة، حتى إن حصلت أمور تسعدني وتثير حماستي، فأنا لا أشعر بشيء أبدا، بل أشعر بتبلد المشاعر، وأني حقا مقيّد لا أستطيع مساعدة نفسي؛ لأنني لا أعي أن عندي مشكلة أصلا!
لا أدري إن كان ذلك متعلقا بالمزاج المتقلب، فأنا أشعر بمشاكلي الحقيقية اليوم مثلا، وغدا أصحو بطباع جديدة، وشخص آخر، على الرغم من أنني أساعد من حولي، إلا أنني أعاني من قلة علاقاتي الاجتماعية، فعندي رهاب من الناس، وفي حالة قلق دائم وخوف من المجهول، وأكثر من جلد الذات، وعندي تشتت في الذهن، وهذه المشكلة أثّرت في ثقافتي، وقراءتي، وعلاقتي بمن حولي، حيث إنني لم أعد أستوعب.
وأكثر عبارة يقولها أبي لي: (كبر عقلك، حرك نفسك). مللت من حياتي هذه، حتى إنهم يصفونني بعدم الجدوى، وفعلا أنا كذلك! ولكن والله أحاول أن أبذل مجهودا لأني أشعر بإهانة؛ وكأنها رصاصة تخترق أعماق قلبي بهذه الألفاظ.
حتى كتابتي هذه لا أعلم كيف كتبتها! ربما حظ من الله؛ لأصف لكم عن نفسي.
أريد حلا، ساعدوني، بارك الله فيكم.