والدي -شفاه الله- جرى له حادث بسيط، فأصيب بتشنجات وغيبوبة، ولكن لما دخل المستشفى أجرى له الأطباء أشعة لجميع الجسم، وعملوا له أشعة مقطعية للرأس والدماغ، فقالوا إنها سليمة، وكذا فحوصات أنزيمات القلب سليمة -ولله الحمد-لكن قال الأطباء عنده فشل كلوي حاد قبل أيام، يعني كانت الكلية عنده لا تعمل قبل الحادث بأيام، وظهر عنده ارتفاع في urea 130، والكاريانين 13، وعنده نقص في كمية البول.

عندما دخل العناية، قالوا: يجب القيام بعمل غسيل مؤقت للكلية، فعملوا له غسيلا ثلاث مرات في الأسبوع -والحمد لله- أصبحت مادة الكرياتنين 4، والبول أصبح يزيد عن معدله الطبيعي -والحمد لله- رجعت الكلية إلى عملها من جديد، لكن ما زال في غيبوبة، لما سألت الطبيب قال: عنده ارتجاج في المخ، ولما عملوا أشعة مقطعية للدماغ -الحمد لله- لم تتأثر بأي أذى، فالإصابة كانت سطحية.

الآن له أسبوعان في العناية، لكنه يتحرك بجميع جسمه، ويفتح عينيه ويبلع، والأطباء قالوا لازم نعمل له فتحة تنفس مؤقتة في الحلق.

المشكلة أن أبي يتحرك ويفتح عينيه، ويتألم من الأكسجين الموجود عن طريق الفم، ولما تدخل الممرضة شيئًا إلى فمه يتألم منه، لكنه لا يستجيب لنا، ما السبب؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغيبوبة هي حالة مطولة من فقدان الوعي، حيث يفقد الشخص خلال فترة الغيبوبة القدرة على الاستجابة للمحيط الخارجي، ويبدو كأنه نائم والأسباب كثيرة ومتنوعة ومنها النزيف في المخ سواء بسبب الجلطات، أو ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى نزيف شرياني.

وأكثر من 50% من حالات الغيبوبة سببها الإصابة في الرأس، أو أي خلل في دورة الدم في الدماغ والفشل الكلوي، والذي يؤدي إلى ارتفاع اليوريا الذي قد يؤدي إلى غيبوبة، وهذه الحالة تحتاج إلى متابعة في المستشفى من خلال الأشعة المقطعية، ومن خلال متابعة وظائف الكلى والكبد والمحافظة على وظائف الرئتين حتى لو تطلب الأمر إلى عمل فتحة في القصبة الهوائية، وهذا إجراء مؤقت، وعند انتهاء السبب يتم غلق الفتحة والعودة إلى التنفس الطبيعي، وعموما حالات الغيبوبة من الحالات الصعبة التي تحتاج إلى الدعاء والصبر وإمكانيات المستشفى.

وفقكم الله لما فيه الخير.