السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته

والدي في العقد الخامس من العمر، بدأت ألاحظ عليه أعراض الاكتئاب منذ 5 سنوات، وهي الفترة التي لحقت وفاة والدته، أصبح شديد العصبية، وهو مصاب بإحباط شديد، وعدم إبداء الرغبة أو التمسك بالحياة.

يحب الوحدة ويكره الجلوس مع الآخرين حتى أبناءه، أصبح معدوم النشاطات والاهتمامات، شديد الحساسية والتوتر وقابل للانفجار على أتفه الأمور.

مع العلم أن والدي مصاب بـارتفاع ضغط الدم ويرفض العلاج، فسؤالي لسيادتكم: هل من أدوية مضادة للاكتئاب لا تحتاج لوصفة طبية أحضرها له؟ لأنه من المستحيل أن يخضع ويقتنع بزيارة طبيب نفسي، أو أي نوع آخر من أنواع الأطباء، وهل من نصائح أخرى للتعامل معه؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wessam osman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.
الاكتئاب النفسي بالفعل هو مرض سيء، خاصة حين يظهر بعد العقد الخامس أو في العقد الخامس من العمر، ويُسبب الكثير من القهر والكدر والسوداوية في حياة الناس، وهذا الاكتئاب غالبًا يكون اكتئابًا بيولوجيًا، يعني أن العلاج البيولوجي الدوائي فيه مطلوب.

أيتها الفاضلة الكريمة: وصف الأدوية المضادة للاكتئاب سهل جدًّا وتُوجد عدة أدوية، لكن حقيقة الذي أودُّ أن يحدث هو أن تحاولي إقناع والدك بالذهاب إلى الطبيب، ليس من الضروري أن يكون الطبيب النفسي، لا بد أن تُجرى له فحوصات طبية، هو يعاني من ارتفاع ضغط الدم، لا بد أن يكون هنالك تأكد من مستوى الدهنيات، الكولسترول، الدهنيات الثلاثية، وظائف الكبد، وظائف الكلى... هذه فحوصات أساسية، وأعتقد بشيء من الصبر واللطف والتحدث مع والدك بشيءٍ من إبداء الرأفة أعتقد أنه سوف يقتنع ليذهب إلى الطبيب.

والآن معظم الأطباء الباطنيين، وكذلك الأطباء العموميين وأطباء الأسرة لديهم معرفة تامة جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، ليست هنالك أي إشكالية، وهنالك أدوية سليمة جدًّا يمكن استعمالها، فأرجو أن يذهب والدك إلى الطبيب أولاً لإجراء الفحوصات التي تحدثت عنها، وكذلك لتأكيد التشخيص، هذا مهم جدًّا.

كما ذكرتُ لك الأدوية سهلة، وعقار مثل (سبرالكس) دائمًا نحب أن نبدأ به؛ لأنه عقار سليم، وعقار فاعل، وليس له أي أضرار، خاصة مع الذين هم في سن الخمسين أو ما فوق.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.