السؤال
السلام عليكم!
لم أعد أتحمل العيش أكثر من هذا! حيث أرى كل شيء في الدنيا أسود، ولا أجد السعادة! مع أن الظروف المحيطة بي جيدة، ولو كان هناك شخص في مثل ظروفي لكان محظوظا! ليس لدي مشاكل عائلية كثيرة، لكن مشاكلي النفسية ليس لها حدود! ولا أظن أني سأتخلص منها؛ لأن منها ما يعود إلى طفولتي، ولا أحد يعلم بها!
حالتي تزداد سوءا يوماً بعد يوم! أصبحت كسولة، ولا أقوى على الذهاب إلى العمل! فأحياناً أذهب متأخرة، وأحياناً أغيب بلا سبب! أحس بالفشل، وصعوبة في التركيز، وعدم القدرة على التعبير الجيد! حركاتي أصبحت متثاقلة! وأجد صعوبة في الضحك! بالإضافة إلى حساسيتي المبالغ فيها.
لا أستعمل قط عقلي، بل العاطفة فقط، أحياناً ينتابني البكاء في الشارع بمجرد أني رأيت متسولا! حيث أتخيل أن أحداً من عائلتي سيصبح مثله، وهذا مجرد وهم! أتذكر أني عندما كنت طفلة كنت نشيطة، وأحب الحياة! وأما في سن المراهقة كنت لا أزال أحب الحياة، لكني حينها مررت بأزمات عصبية، وهيجان، وصراخ، لم أكن أتحمل الانتقاد، أو التوبيخ من الأساتذة، وقد تشاجرت مع معظم أساتذتي آنذاك، واستدعي ولي أمري أكثر من مرة! لكن والداي همهم الوحيد أن أدرس جيداً لا غير!
وفي الوقت الحالي أصبحت كسولة، ولا أملك الصبر البتة! وعصبية المزاج، ومتقلبة، وأتردد كثيراً في اتخاذ أي قرار! كارهة كل شيء في الدنيا! وبسبب قلقي الدائم، وعصبيتي، تؤلمني معدتي في كثير من الأحيان! ونبضات قلبي دائماً متسارعة.
أحس بأني كبرت ولم تعد عندي أحلام أحاول تحقيقها! حتى أحلامي في المنام سيئة! وآخر مرة حلمت أني أقسمت لعائلتي أني سأنتحر! وهذا مجرد حلم؛ لأني ـ مع كرهي للحياة ـ فإني لا أفكر في الانتحار، فأنا أؤمن بالله، وأصلي، وأعرف أن الانتحار حرام.
ماذا أفعل لتتغير نظرتي، وأصبح أكثر تفاؤلاً؟! أرى كل شيء صعبا: العمل، وحتى الزواج ليس لدي رغبة فيه! مع أني في سن الزواج، وحتى الأشياء التي كنت أحبها في الماضي أصبحت أعجز عن فعلها، كالرسم، والمطالعة، وكتابة القصص!
أرجو منكم إفادتي بجواب، أو بنصيحة في أقرب وقت!
والسلام ختام!