السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة عمري 24 سنة، مطلقة منذ سنتين، وأم لطفل عمره سنتان ونصف، وقد طلقت بعد خمسة أشهر من ولادة طفلي، ورغم كل مشاكلي استطعت أن أكمل تعليمي الجامعي.
أنا جميلة وموظفة، وأبي من وجهاء العائلة، وأخواتي متزوجات وسيرتهن حسنة، كل هذه الامتيازات لم تغفر لي لقب المطلقة.
كثير من السيدات يسألنني عن وضعي الاجتماعي، وعندما يعلمن أنني مطلقة، يقلن لي: الله يعوضك خيرا، ولا يتقدم لخطبتي أحد من محارمهن!
أنا لا أريد شيئا من الدنيا إلا زوجا حنونا، يعوضني عن كل ما قد مررت به مع زوجي الأول من ضرب وحرمان وسب وشتم وقذف، وربي وحده يعلم مقدار ما تحملته في سبيل إسعاد بيتي، ولكن زواج طليقي ونجاح زواجه، جعل مني السبب في ذلك الفشل، وطليقي من أقاربي، فيشعرونني أحيانا أنني ما زلت ملكه، ولا يحق لي الزواج، حتى أمي تقول عند السؤال عن بناتها: ليس عندي فتيات للزواج، وماذا عني؟ قالت لي مرة: لعل شخصا كبيرا في السن لا يهتم لفكرة المطلقة يطلبك ويعوضك، أليس لي الحق أن أعيش مثل أي فتاة أخرى؟ فقط من أجل سنة وخمسة شهور زواج.
أنا شخصيا قاومت وتحملت كل شيء، وكنت متفائلة وطموحة، واعتبرت أنها تجربة فاشلة، وخالطت المجتمع، وأهلي ساندوني، ولكن بأسلوب الشفقة الذي جعلني أتقطع، وأشعرني أنني سبب تعاسة أمي وأبي.
أنا صابرة، -والحمد-لله- أصلي وأقرأ القرآن، وأدعو ربي، وأقرأ الأذكار، وأتصدق، وأحفظ كتاب الله، وأربي طفلي، ولكنني أشعر كأنني كل يوم أنتظر شيئا، أعلم أن الزواج ليس كل شيء، ولكنني أحتاج من يكون بجانبي حقا.