السؤال
السلام عليكم
دكتور: لقد مللت من حياتي، رغم ثقافتي ومقدار اطلاعي الواسع، أظهر أمام الناس بمظهر الغبية التي لا تعلم شيئاً.
أنا لا أشارك في الدروس، ولا أختلط بمن أحب، وأتظاهر بأني خجولة لحد الانطواء، وعند ذهابي للكلية؛ أحس بالاختناق وبأني غريبة، وأتجنب أي مشاكل، أو أي حوارات جدية من أجل العودة للبيت.
لا أحس بعزة النفس، ولا بقوة الشخصية، ومللت من الوساوس التي أصابتني في السنوات السابقة، ودائما أفكر كيف أكسب فلانة؟ وماذا أفعل من أجلها؟ ولماذا الجميع يحب فلانة وهي لا تملك غير التفوق وبعض المهارات؟
أما أنا فأملك أكثر ولا أحد يعيرني أي اهتمام!، ولكني -يا دكتور- لا أحسد هنا، أنا فقط أبكي حالي، فالعمر يمضي ولا أزال بهذه الأفكار، أنا أخاف من أن أقول رأيي ولو لم يضر أحدًا، وأخاف من أن أفهم أحدًا أنه مخطئ ولو بالمواضيع الدنية.
أخاف من أن أظهر على شخصيتي، فقد شاركت بمسابقة الشعر السنة الماضية، وكلما امتدحني أحد؛ أسرع بالقول: إنه لم يكن شعرًا جيدًا، وبأن من البساطة كتابة الشعر، حتى توقف الجميع عن مدحي، ورغم أني لاحظت الإعجاب حتى في عيون الأستاذة، فقد كان شعرًا معبرًا باللغة الإنجليزية.
لقد مللت -يا دكتور- من حياتي، إن آراء الناس من حولي تؤثر علي، فحتى ما يخص الشعر أنا أكتب شعرا، ولكني لا أحبه، فقد شاركت في المسابقة من أجل كسب بعض الصديقات، وأنا لا أحس بالطموح، فالمذاكرة من عدمها أصبحت عندي سواء، أحس أن روحي ليست شابة، أحس أن كل أحلامي مكتوبة على ورق، فلماذا أريد الانضمام إلى بعثات السلام؟ أو لماذا أريد إكمال التحصيل العلمي في الخارج؟
أنا بمجرد ابتداء السنة الدراسية يصبح عقلي مليئا بأفكار الناس لا بأفكاري، لماذا أعجب بالناس رغم أني أملك أكثر مما يملكون، ولماذا لا أفرض آرائي؟ لماذا لا أظهر على شخصيتي؟ لماذا أعجب بالناس وأحاول تقليدهم رغم أني أملك أكثر مما يملكون؟
يا دكتور: أنا أخاف من المدح، وأحس أني سأصاب بالغرور إذا ما امتدحني أحد، وأحس أن الناس يراقبونني حتى عندما أذهب للمستشفى، وتدمع عيني في بعض الأحيان من رؤية مريض؛ أحس أنهم يراقبونني ويستغربون من تصرفاتي، أرجوك -يا دكتور- فالدوام اقترب، وأريد أن أبدأ بداية جديدة.
أريد أن أكون طموحة، واثقة من نفسي، مجتهدة، لا أهتم لكلام الناس، وأتخلص من وساوس مراقبة النفس.