السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أنني تعبت من الحياة، مللت ويئست، لا أعلم ما الذي جرى لي، وأشعر أني غير موفّقة في حياتي، أتمنى شيئًا ولا أحصل عليه.
حاولت أن أسعد نفسي بأبسط الأمور، حتى بالأشياء التافهة، لكنني لم أستطع، وأحاول أن أقنع نفسي بأن القادم أجمل، لكنني شعرت أن كل يوم يمرّ أقبح من اليوم الذي قبله، وتعبت كثيرًا، ولا يوجد هدف أعيش لأجله.
مهمومة إلى أقصى درجة، ولستُ مقتنعة بحياتي أبدًا، أتمنى شيئًا، وإذا حصلتُ عليه أكرهه، وأبحث عن غيره، ولا أشعر بالنّعمة إلا حين أفقدها.
كل وقتي يمرّ في الهم، وكأن هموم الدنيا كلّها على ظهري، أنا منعزلة عن جميع الناس، لا صديقات لي، ولا أهل، ولا أحد يحبّني، أحتاج إلى شخص يحبّني، إلى من يساعدني في همومي.
أشعر أنني لا أعرف كيف أتصرف، دائمًا ما تواجهني مشكلة وأتصرف فيها تصرّفًا خاطئًا، باتت حياتي كلها أخطاء، لأنني لا أعرف كيف أتعامل مع الأمور.
أشعر بالكسل والخمول، وغالب وقتي نائمة من كثرة التعب والمشاكل والقهر، أُضيّع وقتي في النوم.
أغار من الفتيات الأفضل مني، والغيرة باتت تقتلني، من شدّة الغيرة، أفكر في الانتحار، أتمنى أن أعيش يومًا واحدًا فقط بلا غيرة، بلا نظرة قهر، أكره ذاتي، وأكره حياتي.
كل شيء ضاع من حياتي، أدرس بصعوبة شديدة، ونسبتي ودرجاتي ضعيفة.
صحّتي تدهورت، وزني ازداد، بشرتي احترقت، أصبحت أنسى بسرعة، كأنني فقدت ذاكرتي.
خسرت كل شيء في حياتي، وأخاف أن يضيع مستقبلي أيضًا.
قوّيت إيماني بالله، ولكن لا تزال الهموم والتعب والمشاكل والغيرة تقتلني، أريد أن أقتنع بالواقع، أريد أن أعيش بسعادة، الكلّ يعرف أنني لستُ سعيدة، لأنني لا أضحك أبدًا، ويظهر على وجهي الحزن والهم، وأنني غير راضية عن حياتي.
كيف أضبط نومي؟ كيف أرتب وقتي؟ كيف أعيش؟ يمرّ اليوم كاملًا دون أن أقدّم فيه شيئًا، كيف أعيش؟ كيف أنظّم وقتي وحياتي؟
كيف أعيش وأنا مظلومة، وسجينة داخل البيت؟ كيف أذهب إلى طبيب نفسي؟ كيف أقنع أهلي بذلك؟ فكرت أن أشكو همومي للمرشدة المدرسية، لكنني أخشى أن تفضحني أمام المعلّمات أو الطالبات، أو أن تشفق عليّ، وهي ليست طبيبة نفسية لتساعدني فعلًا.
حسبي الله على أهلي، ضيّعوني، قتلوني، أحرقوني، جننت بسببهم. أريد أن أعيش، أريد أن أعرف ما هذا المرض الذي حرمني من السعادة.