الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لرهاب الساحة علاج؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مرض رهاب الساحة، وأخاف الخروج من المنزل، ومنذ أربعة أشهر وأنا على هذا الوضع، وقرأت عن دواء سيروكسات فاشتريته بجرعة 25 جم، وأنا آخذه منذ 16 يوما ولم أجد نتيجة، بل زاد القلق بشكل كبير.

أرجوكم! أنا أريد أن أتخلص من هذا المرض، أريد فقط أن أرى الشمس، لقد تعبت من هذه الحياة فأنا بدأت أفكر بالانتحار، وقد قرأت على النت أنه ليس له علاج، وأنه يجب أن تتعايش مع المرض، يعني لا يوجد أمل أبدا، علماً أني توقفت عن الدراسة بسبب هذا المرض، ولم أعد أحتمله أبدا.

أرجوكم أفيدوني بأي شيء.

سؤال أخير: هل يوجد علاج للمرض أم أنني سأعيش معه وسأموت به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: ليس هناك داء إلَّا وله دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، ورهاب الساحة من الاضطرابات النفسية المعروفة، وإن شاء الله تعالى له علاج وله دواء، وكثير من الذين يعانون من هذا الرهاب تحسَّنتْ حالتهم، ولا أدري ما الموقع الذي قال لك هذه المعلومات المغلوطة، لأنه يجب دائمًا توخي الحذر عند تلقي المعلومات من الشبكة العنكبوتية، لأنه ليس كل المواقع مواقع علمية محضة، وإنما بعضها يُقدِّم خواطر أو تصورات من أشخاصٍ ليسوا في مجال تخصصهم أو دراستهم، هذا من ناحية.

رهاب الساحة من ضمن الفوبيا المعروف، وهو يتمثَّل في خوف شديد، والخوف من الخروج خارج المنزل، ومحاولة عدم الخروج والاختلاط، وبعض الناس يمكن أن يخرج مع شخصٍ ما، ولكنه لا يستطيع الخروج وحده، حتى ولو كان هذا الشخص المرافق طفلا صغيرا.

على أي حال: علاج رهاب الساحة نوعان:

• العلاج الدوائي: الأدوية التي تستعمل معظمها أدوية تزيد من نسبة الـ (سيروتونين Serotonin) في مخ الإنسان، ومن بينها الـ (زيروكسات Seroxat)، إلا أنه يجب ألا نحكم على أن الزيروكسات لا يعمل أو ليس له مفعول أو فائدة، لأنه عادةً عندما يبدأ استعمال الزيروكسات يبدأ المفعول بعد أسبوعين، يعني قبل أسبوعين عادةً لا تجد منه فائدة، أو لا يبدأ في سريان مفعوله، ويبدأ مفعول الدواء بعد أسبوعين، وتظهر الفائدة منه في خلال شهرٍ ونصف أو شهرين، إذًا يجب ألا نحكم على الدواء إلَّا بعد مرور شهرين من تناوله، ويجب مع تناول الدواء أن نجمع معه علاجًا آخر، وهو:

• علاج سلوكي معرفي (Cognitive Behavior Therapy) ويختصر في (CBT): وهو إمَّا أن يتم عن طريق معالج ذي دراية عالية بهذا النوع من العلاج، ويتمثل في أنه سوف يقوم بدراسة سلوكية دقيقة عنك لتحديد درجة رهاب الساحة، وما هي الأشياء التي تخافها مطلقًا؟ ويقوم بترتيب الرهاب على حسب القوة، مثلاً الخروج من المنزل لخارج البلدة، والخروج لمائة متر مثلاً، فيقوم بترتيب المواقف حسب صعوبتها، ومن ثمَّ يقوم بالتدريب، وتبدأ بالأقل صعوبة، أي مثلاً: تخرج من البيت لمدة خمس دقائق مثلاً، وعندما يحصل القلق والخوف ترجع مرة أخرى، وبعدها تزيد المسافة بالتدريج، حتى يختفي القلق نهائيًا، وتستطيع أن تمارس حياتك بصورة طبيعية.

الزيروكسات ينفع -كما قلت- ولكن لا تحكم عليه إلَّا بعد مرور شهرين من استعماله، والاستمرار على تمارين العلاج السلوكي المعرفي، وإذا لم تختف أعراض القلق والتوتر عند الخروج فيمكن استبدال الزيروكسات بدواء آخر.

رهاب الساحة له علاج، ويمكن الشخص المُصاب به أن يتحسَّن ويُمارس حياته بصورة طبيعية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً