السؤال
السلام عليكم..
وجزاكم الله خيرا.
أصابتني شدة منذ أكثر من سنة، والحمد لله كانت هذه الشدة سببا في توبتي، كنت مقصرة في بعض الطاعات، ومبتلاة ببعض المعاصي، وردتني هذه الشدة تدريجيا إلى الله دون حتى أن أشعر وخلصتني من ذنب أرقني طويلا دون أن أبذل جهدا لذلك، فالحمد لله.
حين أتذكر حالي قبل سنة ونصف، وحالي الآن، أدرك كم خلفت هذه الشدة من خير، لكن الدنيا ضاقت بي، أحيانا أضعف وأتمنى الموت.
كثرت علي الوساوس بشكل كبير، ومنذ اشتدت علي أموري صرت أرى أحلاما كثيرة في نومي، بينما كنت في السابق أرى أحلاما بين فترة وأخرى، ولم أكن أعيرها اهتماما، ولا أسعى لتفسيرها، وكان بعضها يتحقق بعد فترة من الزمن تماما كما رأيتها، ورغم هذا لم أكن يوما مهووسة بأحلامي.
منذ الشدة التي أصابتني كثرت أحلامي، وكان بعضها واضحا أنه رؤيا من الله، كانت كلها تبشرني بفرج بعد شدة طويلة فأستأنس بها، وكان بعضها واضحا أنها ليست سوى حديث نفس، ثم صرت أرى أحلاما لا ألقي لها بالا، ثم أراها في اليوم الموالي تتحقق كما رأيتها تماما.
كنت أحيانا أعتقد أنها صدف، لكن الأمر يتكرر بصورة كبيرة، وبشكل مخيف، فصرت مهووسة بالأحلام، وما عدت أميز بين الرؤى والأضغاث، وما عدت أفرق بينها، وصرت أصدق كل ما أراه في أحلامي، وأسعى لتفسيره، وصار الأمر يؤرقني، وفي كل مرة أعزم فيها أن أكف عن هذا، وأقنع نفسي أن ما أراه هو من شدة حزني وضيقي، أرى حلما يتحقق في اليوم الموالي، فأعود إلى ذلك الهوس، فربطت حياتي بما أراه في نومي، وقد أتعبني هذا، وأريد أن أتخلص من هوس الأحلام، فما السبيل؟
أحيانا أفكر أن أدعو الله أن يمنع عني هذه الأحلام، لكني أتردد، وأقول لعلها رؤى صادقة، خصوصا أن كثيرا منها تحقق، فكيف أدعو الله أن يمنعها عني؟ ولكني أيضا أريد أن أعود كما كنت في السابق، أنام نوما مريحا، ولا ألقي بالا لأحلامي، وأتساءل لماذا في فترة ضيقي تكثر أحلامي التي تصدق تماما كما رأيتها؟ وهل الأمر صدفة، أم أن الله سبحانه وتعالى يدلني بها على شيء لم أفهمه؟ فكل الرؤى التي تحققت لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بضيقي، والرؤى التي لها علاقة بشدتي لم يتحقق منها شيء إلى الآن.
أرشدوني بالله عليكم كيف أتخلص من هوس الأحلام التي تراودني؟ وادعوا لي أن يفرج الله همي ويثبتني.
وجزاكم الله خيرا.