السؤال
السلام عليكم
أنا سأحكي لكم قصتي، وأرجو أن تساعدوني؛ فأنا خائف ومرعوب!
أنا كنت عاصياً، ولا أفعل أي شيء لله عز وجل، ولا أحب حياتي وأكرهها، ولا أحب أحداً، وفي أول يوم من رمضان هذا العام كنت أتناول المخدرات، وفي لحظة كل شيء تحول إلى سواد، وكنت أبكي وأصرخ، وأقول لنفسي: "إني ميت، إني ميت!" وكنت أبكي وأصرخ، وأقول الآيات القرآنية الصغيرة التي أنا حافظها، وأقول لله أن يعطيني فرصة ثانية؛ لكي أتحسن، وقمت.
وهأنا أحس أني ميت، وأني من غير روح، وأني بلا إحساس، منذ رمضان وأنا على هذه الحالة: أخاف من الموت، والقبر، وملك الموت، والحساب، وأخاف من كل شيء، ولا أحس بألم إذا لمست شيئاً ساخناً.
أنا أصلي ولكني لا أحس بطعم الصلاة، إلا أني أخاف من النار، وعذاب النار، والعذاب الذي رأيته في هذه الثواني القصيرة التي بدت كأنها سنون كثيرة.
أخاف أن أكون في غيبوبة، وكل هذا كمجرد حلم، أم أنا في الجنة، أم أنا في النار، أم أنا ميت، أم أنا حي، من أنا؟ وماذا يجري لي؟ ساعدوني، أنا تائه، ولا أعرف ماذا يجري لي؟
أخاف من الجلوس بمفردي، لا أدرس، لا أتكلم كثيراً كما كنت، لا أضحك، ولكني أوقفت فعل المعاصي، مثل: التلفاز، والأغاني، والعادة، وأصحاب السوء، وأغض البصر، وأحافظ على الصلوات الخمس في جماعة في المسجد، وعلى الذكر الكثير لله عز وجل، وعلى أذكار الصباح والمساء، وحضور حلقات دينية مرة في الأسبوع، وبر الوالدين، وكل هذه الأشياء التي أعرف أنها جيدة ومحببة عند الله، ولكن لا أحس أني حي، كأني صاح من النوم، ولست على كامل وعي، ولست نائماً.
أنسى الكثير من الأشياء، وأتذكر الكثير، لكن الأشياء التي مر عليها زمن كثير، ساعدوني، لا أعرف ما أفعل، وأخاف أن أكون من الضالين، ومن أهل النار، وهذا كله عذاب من رب العالمين؛ ليقول لي هذا ما الذي سيكون، وأنت اخترت الطريق المؤدي إلى الهلاك.
ساعدوني، أني ـ والله ـ تعبان، ولا أعرف ماذا أفعل، أرجوكم، أرجوكم.
أسأل الله أن يغفر لي، وأن يرحمني، إنه هو الرؤوف الرحيم.
والسلام عليكم.