السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، بعمر 31 سنة، مثقفة، أعمل مدرسة، تقدم لخطبتي عدد من الرجال، وفي البداية كنت مقتنعة بأسباب رفضي، ولكن مع تقدم العمر أصبحت أخاف من العنوسة، كنت أرغب في الزواج وتأسيس عائلة، فعندما تقدم شاب لي كان عيبه الوحيد المستوى الثقافي، ولكني تغاضيت عن الأمر، ووافقت نظراً لمميزاته الأخرى، كنت فرحة جداً، وأعد لزواجي بعد بضعة أشهر، ولكن مع مرور الأيام أصبحت غير مرتاحة معه، فلم يكن هناك توافق في الطباع ولا في التفكير، كان كتوماً جداً، ولا يتحدث كثيراً، أحاول أن أجعله يتحدث لكن لا جدوى، ولا يناقشني في أي أمر حتى وإن لم يعجبه، فأصبحت أنزعج من سلبيته إلى حد النفور؛ مما أحزنني كثيراً، وأدعو ربي أن يرزقني حبه.
مررت بفترةٍ سيئة جداً، فقد كنت أعاني ولكنه لم يشعر بشيء، كنت أشعر بتعاسة كبيرة، أبكي دائماً، وازدادت حالتي سوءًا حتى أصبحت غير قادرة على الأكل حينها، فقررت إنهاء الأمر، وتحدثت معه وطلبت منه تأجيل الزواج إلى أن نتفق، لكنه اتهمني بأن السبب هو عدوله عن السفر لشهر العسل الذي كان قد وعدني به وأن علاقتنا جيدة؛ مما استفزني لأنني لست مادية أبداً.
انفصلنا وكنت حزينة لعدم إتمام الأمر، وقررت أن لا أتزوج شخصاً لا أحبه، عانيت من الوحدة، كنت أرى صديقاتي تزوجن وأنجبن وأنا واقفة في مكاني لا حول ولا قوة إلا بالله، وكنت راضية وصابرة.
منذ فترة تزوجت صديقتي عن طريق الإنترنت، فأردت تجربة الأمر وتعرفت على شخص محترم، مثقف، صريح، طيب، كانت به الصفات التي أتمناها، كنا نتفق في عدة أشياء، ونتحدث عن طريق السكايبي، واتفقنا أن نلتقي بعد شهرين نظراً لظروف عمله، لكن مع مرور الأيام أصبحت أشعر بقلق، وخوف من هذه التجربة، وكان تعلقه بي يزيد من توتري وخوفي على أن لا نتفق، خاصةً أنني أصبحت لا أرغب في محادثته كثيراً.
لم أفهم ما المشكلة؟ هل المشكلة في طبيعة العلاقة؟ هل أخاف من الارتباط؟ هل لدي رهاب الزواج؟ هل لدي مشكلة مع الرجال؟ هل أعاني من عقدة نفسية؟ أصبحت في حالة سيئة أبكي بدون سبب، خمول وضيق صدر وحزن، أنا حائرة، هو شخص طيب لا أريد أن أظلمه، ولكن لست متأكدة من نفسي.