السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 21 سنةً، طالبة قانون، من عائلة محافظة، أعيش حياةً سعيدةً، ومرتاحة -بفضل الله-.
تقدم لخطبتي قريبي الذي يكبرني بسنتين، موظف وطالب ماجستير في كلية الشريعة، متدين وخلوق ومجتهد في دراسته، مهتم بالكتب والمشايخ، اهتمامه فقط مقصور على دراسته وعمله، عقله أكبر من عمره، ويظهر ذلك على شكله الخارجي، بينما أنا فتاة ملتزمة، ولكني مقصرة في بعض الجوانب، أحب العلم والثقافة.
ولكني مثل غيري من بنات جيلي أحب الترفيه والسفر والمطاعم والماركات، وتضييع الوقت في التوافه والترف، عندي أهداف في حياتي، ولكني لا أسعى لها بشكل جدي؛ حيث يغلب عليّ الميل إلى الدعة والراحة أكثر.
مشكلتي -قبل أن يتقدم لي-: أنني أنظر إلى الزواج نظرةً حالمةً، وأحلم بالزوج الذي ينتشلني من واقعي إلى حياة مليئة بالرومانسية والرفاهية، وأن أعيش حياة عريضة مليئة بالتجارب والخبرات، وهذا لم يكن في خطيبي؛ حيث إنه إنسان تقليدي بسيط غير متجدد، ولا يحب السفر، همه المشايخ والكتب، أخاف أن أرتبط به ولا يحقق شيئاً من أحلامي فأندم.
أنا صغيرة، وفرصي في الزواج ممتازة، لكني مترددة جداً في رفضه؛ لأنه إنسان صالح وجاد، وقليل من الشباب في جيلنا مثل صفاته.
إذا فكرت من جانب العقل أوافق وأقبل به، وإن فكرت من الجانب العاطفي ترددت ورفضت، أنا تعبت من التفكير كثيراً، والخطبة طالت وأتعبت أهلي معي، أتمنى لو بإمكاني أن أتعرف عليه في فترة الخطبة، لكن المجتمع -وهو كذلك- لن يتقبل هذه الفكرة، بالإضافة أنه رجل فيه حياء، وأنا أرى أنه من حقي الحديث معه، والنقاش عن مواضيع كثيرة؛ ليطمئن قلبي.
جلس معه أخي، وتكلم معه عن مخاوفي، ولكنه زادني حيرة، حيث قال: أرى أن الزواج أكبر من ذلك بكثير، كل ذلك أمور ثانوية، يتفق عليها الزوجان وتمشي حياتهم.
أنا لا أريد أن أتنازل عن أحلامي وأمنياتي من أجل الزواج؛ لأنني أراها مصيرية ومهمة بالنسبة لي، وهو يراها ثانوية، كذلك مترددة من ناحية عقليته، هل هو منفتح، عقله نظيف، غير معقد، أم متشدد ولا يتقبل اختلافي عنه؟ وهذا لا يتبين لي من السؤال، بالإضافة إلى شكله الخارجي، لم يكن مثلما كنت أتمناه.
أرجو منكم إرشادي وتوجيهي، فلقد استخرت الله كثيراً، وما زلت مترددة.