الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الثقة وعدم تقدير الذات: هل هما خلل في الشخصية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أبلغ من العمر 45 سنة، عزباء، وأعمل موظفة، وأعاني من مشكلات نفسية عديدة، أهمها ضعف الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات، إضافةً إلى أنني قضيت حياتي في خدمة الآخرين.

أشعر الآن بوحدة شديدة، وأحسّ أن من حولي لا يهتمون بأمري إلَّا إذا كانوا بحاجة إليّ، ولا يتذكرني أحد إلا عندما تكون له مصلحة عندي.

أمَّا من الناحية العاطفية، فلم أعش حياتي كبقية الفتيات، فلم يحبّني أحد، رغم أنني -والحمد لله- على قدر عالٍ من الجمال، وأود أن أعرف: هل الخلل في شخصيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحبُ بكِ -أختَنا الفاضلة- عبر استشاراتِ إسلام ويب، ونشكرُ لكِ تواصلكِ معنا بهذا السؤال.

نعم -أختي الفاضلة-، مع الأسف كثيرٌ من الناس لا يذكروننا إلَّا عندما تكونُ لهم حاجة، ومع ذلك لا ننسى أنّ من نعمِ الله علينا حوائجَ الناس إلينا، ولهذا أجرٌ عظيمٌ عند الله عز وجل، «وَمَنْ ‌كَانَ ‌فِي ‌حَاجَةِ ‌أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ» (رواه البخاري).

فأرجو ألّا يُقلقكِ هذا، فهذه طبيعة البشر وطبيعة المجتمعات التي نعيشُ فيها، وما نقدّمه للآخرين فيه الأجرُ العظيم من الله -سبحانه وتعالى- فنحن لا ندري الخيرَ الذي يأتينا من أين أتانا، وعن طريقِ مَن، هذا من جانب.

ومن جانبٍ آخر، لاحظتُ أنّكِ -ما شاء الله- مهندسة، وهذا يدلّ على أنكِ لست على قدرٍ من المظهر الحسن فقط -كما ذكرتِ-، وإنّما من الذكاءِ والشخصيّة الطيبة، ممّا أوصلَكِ إلى أن تكوني مهندسة.

أختَنا الفاضلة: كيف هي حياتكِ الأسرية وحياتكِ الاجتماعية؟ فقضيةُ الزواج، وطلبُ الناس يدَكِ للزواج، غالبًا ما يأتي عن طريق المعارف، سواء الأسرة الصغيرة أو الأسرة الممتدّة، أو عن طريق المعارف والأصدقاء والحياة الاجتماعية.

نعم، معكِ حق أن تشعري بشيءٍ من الوحدة الشديدة التي ذكرتِها، لأنكِ في هذا العمر ولم تتزوجي بعد، وهذا لا أقوله من باب الانتقاد، وإنّما من باب توصيفِ الأمور كما هي.

من الصعب - من خلال ما ورد في سؤالكِ - أن أتحدث كثيرًا عن شخصيتكِ إلَّا بما ذكرته أعلاه من أنّكِ وصلتِ إلى قُدراتٍ لا بأسَ بها، فأنتِ مهندسة، وما وهبكِ الله تعالى من حسن المظهر -الذي ورد في سؤالك-، فأرجو أن يكون في هذين الأمرين - بعد التوكّل على الله عز وجل - أن يتيسّر لكِ موضوعُ الزواج كما تحبّين.

يا تُرى هل تقدّم لكِ أحدٌ من قبل؟ سواء حاليًا أو منذ سنوات؟ وإذا تقدّم لكِ أحد، لماذا لم تتمّ الموافقةُ من طرفكِ؟

كل هذه الأمور نحتاجُ إلى معرفتها لنعطيكِ ربما الجوابَ الأدق، ولكن ممّا ورد في سؤالكِ، أُركّز على أن تُقوّي علاقاتكِ الأسرية، وخاصّةً الأسرةَ الممتدّة، ومن خلال علاقاتكِ مع صديقاتكِ وقريباتكِ سيعلمنَ منكِ مباشرةً أنكِ راغبةٌ ومستعدّةٌ للزواج، وربما هذا يدفعُ الناس ليطرقوا بابكِ طالبينَ يدكِ.

أدعو الله تعالى أن يشرحَ صدرَكِ ويُعطيكِ ما تتمنّين، وأن يكتبَ لكِ تمامَ الصحةِ والعافيةِ والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً