الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من مضاعفات الحمل في سن متقدمة إصابة الطفل بمتلازمة داون؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وأبلغ من العمر 36 سنة، طولي 165 سم، ووزني 51 كلم، ولدي 4 أبناء، أصغرهم 4 سنوات، أرغب في الحمل بعد سنة تقريباً -إن شاء الله-، ولكن أرغب في توضيح حالة صارت معي قبل طرح أسئلتي.

في حملي الأخير، وعند عمل أشعة صوتية في الأسبوع الخامس عشر، كان يوجد هناك سمك في رقبة الجنين، وكان هناك شك أن يكون الجنين مصابا بمتلازمة داون، فتم تحويلي لاستشاري الأجنة، وقام بإعادة الفحص، وأكد بوحود سماكة في الرقبة، ولكن بسبب عمري في ذلك الوقت -31 عاما-، وبما أن أولادي السابقين -والحمد لله- كلهم أصحاء، وبما أنه أيضا لا توجد أي صلة قرابة بيني وبين زوجي، فالاحتمالية ضعيفة جداً.

ولكن للاطمئنان أكثر طلب مني الطبيب أخذ عينة من السائل الأمينوسي، والتي تعتبر نتيجتها دقيقة بنسبة 100٪‏، وكانت النتيجة سلبية، والطفل كان طفلا سليما.

السؤال: في حال رغبتي في الحمل، هل ممكن بأن يتكرر معي حالة ابني الأخير؟ فحسب كلام طبيبي ما حدث لي في السابق ليس من الضروري بأن يتكرر معي مرة ثانية، وكانت مجرد حالة عارضة.

حسب معلوماتي أنه كلما زاد سن السيدة عن 35 سنة، زادت احتمالية بأن تكون هناك مشاكل في الحمل، وخطر على الأم والجنين من تشوهات، أو غيره، فما مدى صحة هذا الكلام؟ مع العلم في حال قررت الحمل السنة القادمة سيكون عمري 36 عاماً، وكثير ممن أعرفهن حملن وهن في سن 36 و 37 ورزقن بأطفال أصحاء.

أعاني من اعوجاج في الظهر، أو ما يعرف بالجنف، بدرجة حوالي 45 درجة، وحسب كلام جميع الأطباء اللذين راجعتهم لا يحتاج لأي تدخل جراحي، و-الحمد لله- خلال جميع أحمالي السابقة الأربعة لم أعان من مشاكل، فهل ممكن بعد سن 35 تزيد درجة الاعوجاج في حالة الحمل؟

آسفة على الإطالة، ولكن أحببت بأن أوضح الحالة جيدا حتى يتم التشخيص الصحيح، وأحصل على الاستشارة الأفضل من موقعكم الموقر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا عزيزتي-، وسأجيبك على تساؤلاتك بالتسلسل لعل في ذلك الفائدة -إن شاء الله تعالى-.

1- إن متلازمة داون هي عبارة عن زيادة في الصبغي رقم 21 في داخل نواة الخلايا, أي أن الخلية تحتوي على ثلاث نسخ من هذا الصبغي بدل نسختين, وهذه المتلازمة تحدث عادة بشكل عشوائي في أي سيدة، وفي أي عمر، وفي أي مكان في العالم, أي ليس هنالك سبب واضح لحدوثها, ولا يمكن الوقاية منها, لكن تبين بأن نسبة حدوثها تزداد كلما تقدمت السيدة بالسن, وذلك على شكل نسب, فمثلا: إذا حملت السيدة وهي بسن 25 سنة, فإن احتمال أن يصاب جنينها بهذه المتلازمة هو في حدود 1/1200, وإذا حملت في سن 35, فإن هذا الاحتمال يصبح 1/350, وإذا حملت في سن 40 فإنه سيزاد أكثر، ويصبح 1/100, وهكذا، فإن الموضوع هو عبارة عن نسب واحتمالات, لذلك قد تكون السيدة بسن صغيرة، ومع ذلك يحدث لدى جنينها متلازمة دوان, وقد تكون بسن متقدمة ولا يحدث ذلك, وبالتالي فإن توعية السيدة بهذه النسب سيجعلها على علم بالاحتمال الذي ينطبق عليها, وبالنسبة لك، فإن الاحتمال سيكون في حدود 1/300, لكونك ستكونين في عمر 36 وليس 35, هذا والعلم عند الله عز وجل.

2- نعم - يا عزيزتي- إن الحمل في سن متقدمة يزيد من احتمال حدوث الاختلاطات عند الأم والجنين معا, لكن هذا يتبع الاحتمالات والنسب أيضا, كما ويتبع صحة الأم، وهل لديها أمراض سابقة للحمل أم لا, أي ليس بالضرورة أن يحدث عند كل من تحمل وهي بسن متقدمة, وبالنسبة لك, فإذا لم يكن لديك أية مشاكل صحية, فإن احتمال حدوث اختلاطات لك أو للجنين، إذا حدث الحمل سيكون احتمالا ضعيفا جدا، ومع المتابعة الجيدة يمكن تفادي أو علاج هذا الاختلاط بشكل مبكر.

3- بالنسبة للجنف, فكونك قد سبق لك الحمل والإنجاب أربع مرات قبل ذلك، وبشكل طبيعي - والحمد لله-، فهذا يعتبر أمرا مطمئنا، ويدل على أن الحالة عندك ليس لها تأثيرعلى جسمك, ومن غير المتوقع أن تزداد، ولا أن تؤثر على الحمل القادم, فاطمئني من هذه الناحية -بإذن الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً