السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية جزيل الشكر للأساتذة الفضلاء على ما يبذلونه من جهود، وأسأل الله -جل وعلا- أن يجعله في ميزان حسناتهم.
اعذروني -من فضلكم- إن كنت سأطيل الحديث، لكن حالتي مزرية، ولم أجد من يسمعني، فضلا على أنكم تعطونني حلا لمشكلتي.
أنا فتاة عمري 22 سنة غير متزوجة، في بداية دراستي الجامعية، لا أعاني -تقريبا- من أي ضغوطات أو مسؤوليات، مع ذلك أجد حياتي متعبة ومملة وفارغة جدا، لم أعد أشعر بوجودي، ولا أجد لحياتي أي طعم أو لون، وليس عندي أي هدف أو طموح يشجعني، أستيقظ شاعرة بالخمول والفراغ والاكتئاب، أذهب إلى الجامعة مكرهة، فليس لي أي دافع يحفزني، ولا أصدقاء يحمسونني، أجلس هناك لساعات صامتة كالحجر، فلا أحد من زملائي يكلمني، أو يلقي التحية علي، وكل ذلك لاختلاف لساني وجنسيتي عنهم (مع أنهم في النهاية عرب مثلي).
أواظب على أداء صلاتي في وقتها، وقراءة ورد يومي من القرآن، لكنني لا أكاد أنام إلا باكية، حيث أنني أعاني فراغاً فظيعا في روحي وقلبي، كانت عندي هواية بدأتها منذ سنتين وهي كتابة الروايات، كان لدي ألف متابع على الأقل على الإنترنت، يتابعون أعمالي ويشجعونني دوما، كنت سعيدة جداً وفخورة، وازدادت ثقتي بنفسي بعد أن كانت شبه معدومة، لكنني توقفت عن الكتابة قبل عدة أشهر، خشية أن تشغلني عن دراستي الجامعية، ومن هنا بدأت مشاكلي النفسية تظهر وتستفحل، فقد أحسست بفراغ عظيم يلف حياتي، ولم أعد أجد ذلك الاهتمام والحفاوة التي كنت أحظى بهما أثناء الكتابة، وحين استشعرت ضرورة عودتي للكتابة، لقتل هذا الفراغ الذي يدمر نفسيتي لم أستطع ذلك.
أتحمس للكتابة في البداية، ثم ما ألبث أن أشعر بالخمول والاكتئاب، وأغرق في اليأس، ولم أعد أفهم ذاتي، ولا أعرف ما أريد، فهل هذا الاكتئاب ناجم عن ترك هوايتي؟ وإن كان نعم، فلم أنا مشوشة ويائسة، ولا أستطيع المواصلة رغم محاولاتي مرارا، فكيف أجد هدفي وأستعيد حيويتي وإقبالي على الحياة؟
أفيدوني، جزاكم الله كل خير.