السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 17 سنة، أعاني منذ فترة من صعوبة وتأخر خروج الكلام من فمي، وهذه الحالة تزداد كل يوم، فماذا أفعل؟

شكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن ما تعاني منه هو المرحلة الأولى من ارتباك الكلام بسبب القلق والخوف الاجتماعي، وهو أمر منتشر عند الشباب، وخاصة اليافعين كما هو في مثل سنك، وغالبية هؤلاء الشباب ينمون ويتجاوزون هذه المرحلة دون نتائج سلبية، وخاصة إذا تعاملوا مع الموقف بالشكل السليم.

وما هو التعامل السليم مع هذا الموقف؟
أولا: بإدراك أن هذا يحصل ليس لسبب عضوي فيك أو مرض، وإنما هو نوع من القلق والارتباك الاجتماعي العادي والذي يصيب الكثير من الشباب.

وثانيا: بأن لا تخجل أو تقلق من هذا، فهذا الخجل والقلق لا يزيد الأمر إلا سوءا وتراجعا أكثر.

وثالثا: أن يدفعك هذا الارتباك للخطأ الذي يقع فيه بعض الشباب ممن تسوء عندهم الحالة أكثر فأكثر، وهو أن يبدأ الشاب بتجنب مواجهة الناس، والانسحاب من المواقف الاجتماعية، ظنا منه أن هذا أفضل، بينما في الواقع الأمر لا يزداد إلا سوءا وتراجعا، وإنما أقبل على الناس وبجرأة، وإن كنت تشعر داخليا ببعض القلق والارتباك، ولكن اخفه ولا تسمح له بالظهور، واستمر في تواصلك مع الناس وكأن كل شيء على ما يرام.

وما هو إلا وقت قصير وستجد نفسك أكثر جرأة وشجاعة، وأقل قلقا وارتباكا، وبأن كلامك أفضل ولا تظهر عليه علامات الارتباك والتردد، وحاول أن تستفيد من كل الظروف المتاحة للحديث مع الآخرين، كأفراد الأسرة والأصدقاء، فكل هذا يبني ثقتك في نفسك، ويعزز من إمكاناتك على مواجهة الناس الآخرين.

وفقك الله، ويسّر لك أموك.