السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أثابكم الله على جهودكم، أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني من بعض المشاكل النفسية، وأرغب في مشورتكم كرماً، وأعتذر لو طال شرحي.
أولها: أني في كثير من الأحيان يباغتني حزن عميق جداً قد يزول بعد دقائق أو ساعة، وقد يقلب حالي إلى أن أصبح في هدوء تام لا يبدر مني أي شيء، علماً أني منذ طفولتي وأنا أعيش في بيئة تحفها الكثير من المشاكل الشبه يومية، ولست شخصاً بطبيعة حاله يفضفض، لذلك كنت أتحملها وأتقبلها مهما كان الضغط كبيراً، إلى أن تحسن الحال كثيراً-ولله الحمد- ولم تعد تحدث إلا بشكل طبيعي كما تحدث لأي عائلة أخرى، إلا أني لم أستطع التخلص من ذلك الحزن المفاجئ مهما حاولت.
ثانيها: أني شخص يحب الانعزال كثيراً ولفترات طويلة أحيانا، وذلك ما يزعج من هم حولي، رغم أني لست انطوائية، على العكس، فأنا أجد متعه بمجالستهم، ولا أملها، إلا أني إذا مر علي يوم لم أجد وقتاً للبقاء مع نفسي فيه أشعر بضغط نفسي كبير، وكأني أختنق، فتصبح طباعي حادة جداً، ولا أرتاح إلا إذا انعزلت، لذلك إذا كان يومي مزدحماً بالناس قد أؤخر موعد نومي بضع ساعات لأنعزل، لكن بالأشهر الأخيرة بدأ الأمر يؤثر علي سلباً، في حين أني صرت أنام اليوم بطوله ولا أصحو إلا قبيل منتصف الليل لأجلس مع عائلتي ساعة إلى ثلاث ساعات، أما بقية الوقت أقضيه وحدي أفكر أو في القراءة.
ثالثها: ولا أعرف إذا كانت عللاً نفسية أو أشياء طبيعية، لكن ما يجعلني أفكر هو أنها اجتمعت بي كلها، وأخاف أن تكون عللاً أنكرها، وهي أني أحب الأشياء التي كثير من البشر لا يحبها، أو يتشاءم منها، أو يخافها، كبعض الطيور، مثل: الغراب، والبوم، والخفافيش، وكل ما يندرج تحت اللون الأسود بشكلٍ عام، علم الماورائيات والبحث والتدبر في أمورهم بشغفٍ ونهم، وما يشمل السحر بدافع الفضول لا للتعلم، وما يمنعني هو أنه عملٌ محرم، لذلك أجدني أقرأ عنهم بكثرة من قصص ومواضيع.
هذا ما لدي، وأرجو أن أجد لديكم المشورة والفائدة.