الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من أن يعاودني الزكام مع حالة الخوف التي تصاحبة دائما، فما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا صاحب الاستشارة: 2372123، أشكركم على مساعدتكم لي.

لدي استفسار آخر، لقد قلت لكم إني أشعر بالقلق عند الزكام، وتختفي أعراض القلق بعد أسبوع، لكني أبقى خائفا من أن تأتيني هذه الحالة مرة أخرى، أو أخاف أن يعود الزكام ومعه هذه الحالة.

كل يوم تقريبا أشعر بالقلق والخوف من أن أظل هكذا، وأن الدواء سوف أرتبط به مدى الحياة، وأني لا أقدر أن أشفى من مرضي ولا أحد يقبل بي كزوج بهذا المرض، وأخاف من السمنة كثيرا خصوصا إذا أحد لاحظ أني سمين، فهو سيعرف أني آخذ دواء للاكتئاب والقلق، علما أن وزني قد ازداد 6 كيلو في شهرين.

هذه الأفكار تلاحقني يوميا لكن أحيانا أنساها ثم تعود لي وتشعرني بالقلق، أبحث على الإنترنت عن كيفية التخلص من هذا القلق وعن الأدوية فيما إذا كانت تزيد الوزن أم لا، وأن زيادة الوزن بسبب بطء حرق الدهون واحتباس السوائل أو بسبب الشهية فقط، وعن المدة التي يجب علي أن آخذ هذه الأدوية، أريد أن أعرف هل يجب علي إيقاف الدواء أو الاستمرار عليه؟ أم ماذا أفعل الآن؟

لدي سؤال آخر: لماذا حصلت لي هذه الحالة في آخر مرتين أصبت بهما بالزكام ولم تحصل معي قبل ذلك؟ هذه الأسئلة لم أجد لها أجوبة مقنعة، مع أني زرت أكثر من طبيب وكل طبيب يقول شيء مختلف ويحاول طمأنتي.

أثابكم الله ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما القلق يأتي عند وجود زكام وتختفي أعراضه بعد أسبوع فمعنى ذلك أن القلق مرتبط بالزكام، وهناك ارتباطًا وثيقًا بين الالتهابات الفيروسية والاكتئاب والقلق، ومعروف أن الزكام مرض فيروسي، ولذلك هناك - كما ذكرت - ارتباط بين التهابات الفيروسية والقلق والاكتئاب، وطبعًا هنا شيء مؤكد: طالما كان هناك ارتباط بين القلق والزكام وأن هذا القلق لا يستمر فترة طويلة فعليه يجب ألَّا يكون الدواء لفترة طويلة، إنما يكون لفترة قصيرة لعلاج الأعراض التي تكون مع الزكام، وبمجرد انتهاء هذه الأعراض يتوقف الدواء.

أما بخصوص الأسئلة الأخرى: لماذا في المرتين الأخيرتين من الزكام؟ ولماذا حصل في هذه المرة ولم يحصل في المرات السابقة؟ فهنا - يا أخي - ليس هناك إجابة لهذا السؤال، المعروف أن معظم الأعراض النفسية أو الاكتئابات النفسية لها سبب واضح، مثلها مثل الأمراض العضوية، تلعب جانب الوراثة دورًا كبيرًا، وتلعب بعض الأحداث الحياتية للشخص دورًا كبيرًا، وتلعب بعض الأمراض دورًا كبيرًا مثل موضوعك وهو ارتباطها بموضوع الزكام، ولكن غير ذلك ليس هناك تفسيرًا لماذا يحصل المرض في هذا الوقت المعيَّن ولم يحصل في السابق، ولذلك - أخي الكريم - كانت هناك إجابات مختلفة واجتهادات من بعض الأطباء النفسيين؛ لأنه ليس هناك شيئًا واضحًا ومُحدَّدًا يمكن الإجابة عليه، لذلك - أخي الكريم - يجب أن نتعايش مع هذه الأشياء، الأمراض النفسية تشخيصها واضح من الأعراض، وعلاجاتها مُحددة، ولكن في كثير من الأحيان أسبابها غير واضحة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً