الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار جنسية وسلبية وخوف وقلق.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم

هل ممكن أن أعرف نوع مرضي، أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من أفكار جنسية وسلبية، نطقي ثقيل، وأحس أني فاشل، ثقتي في نفس ضعيفة، عندي خوف وقلق وارتباك، عندما أشتغل مع شخص صاحب محل تبدأ الأعراض، أما في المسجد أو عن التحدث أمام الناس فشيء طبيعي، لكن إذا اشتغلت مع أي شخص تبدأ الحالة معي وقلبي يدق بسرعة، والله تعبت من هذا المرض القاتل، ما نصيحتكم لي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء، الأفكار التي ذكرتها، وهي ذات طابع جنسي وسلبي غالباً هي نوع من الوساوس الفكرية الوساوس القهرية.

الوسواس القهري كثيراً ما يتكون من أفكار يكرهها الإنسان ويبغضها ولا يحبها، وتسبب له إزعاجا، ولكن هذه الأفكار تفرض نفسها على الإنسان، ولذا أحسن طريقة للعلاج هي أن تحقرها وأن تتجاهلها، وأن تستعيذ بالله منها، وأن تكثر من الأستغفار، هذه هي سبل علاجها.

لا تدخل في حوارها، لا تدخل في نقاشها أبداً، هذا مهم جداً، أما بقية الأعراض التي تشتكي منها، وهي أنك تحس بالفشل وتفتقد الثقة في نفسك، ويأتيك شعور بالخوف والقلق والارتباك، خاصة حين تعمل مع صاحب محل، هذه -إن شاء الله- بسيطة، أنا أتصور أصلاً أن شخصيتك شخصية طيبة وبسيطة، لكنها حساسة وقلقة، وهذا الارتباك والخوف الذي يحدث لك هو خوف من الفشل أمام صاحب المحل، وهذا نعتبره نوعا من الخجل الاجتماعي البسيط، هذا ليس مرضا، ويجب أن تكون لديك ثقة في نفسك، لا يوجد إنسان أفضل من إنسان إلا بالتقوى، الله خلقنا في أحسن تقويم، والإنسان هو الإنسان أيها الفاضل الكريم، ولا تقلل من قيمة نفسك، وأرجو أن تقدم على عملك بكل محبة، وتشوق، ويجب أن تحب عملك، ونصيحتي لك أيضاً هي أن تتفاعل مع أفراد أسرتك تكون شخصاً نشطاً داخل البيت، تكون باراً بوالديك، تساهم في أعمال الأسرة، وكل ما يسعد أسرتك، وأيضاً يجب أن تحرص على صلاة الجماعة، وما شاء الله أنت ذكرت أنك حين تكون في المسجد لا تحدث لك هذه الأعراض؛ لأن المسجد مكان اطمئنان وأمان، وجزاك الله خيراً على هذا الحرص في أن تؤدي الصلاة مع الجماعة.

وأنا أنصحك أيضاً أن لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، تلبي دعوات الزواج مثلاً، تذهب تزور المرضى، تصل أرحامك، تمشي في الجنائز، تقدم واجبات العزاء هذه فيها أجر عظيم، وفي ذات الوقت هي تطور شخصيتك، وتقوي شخصيتك، وتجعل الناس ينظرون إليك نظرة إيجابية، وهذا -إن شاء الله تعالى- ينعكس عليك انعكاساً ممتازاً، أنا أراك محتاجا لدواء بسيط جداً، دواء يزيل هذه الوسوسة، وهذا الخوف، فإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي، فقم بذلك، وإن كان ليس بالإمكان فسوف أصف لك دواءَ بسيطا جداً يسمى سيرترالين، هذا هو اسمه العلمي واسمه التجاري زوالفت، وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في بلادكم، أنت تحتاج للدواء بجرعة بسيطة تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجراما يومياً لمدة 4 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء بسيط وسليم وغير إدماني.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأرجو أن تطبق بقية الإرشادات والتوجيهات العلاجية التي ذكرتها لك، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً