السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن دخلت كلية الصيدلة قبل أربع سنوات من الآن -بعد تعثري في البكالوريا بسبب غروري- وأنا غارقة في بحر الدونية والتضاؤل أمام نفسي والآخرين، لا أستطيع تقدير أفكاري ولا أهدافي، أرى كل شيء واضحاً أمامي، لكنني أؤكد لنفسي دائماً أنني لست أهلاً لأي شيء.
أرى كل زملائي في دفعتي أو الأكبر مني أنهم أكثر كفاءة مني في كل شيء وإن اتضح العكس، أخشى الفشل والسقوط، أضعهما نصب عيني دائماً، فلا أذاكر بفعالية بسبب ذلك، دائماً ما أجلد نفسي ولا أستطيع النوم، أتوتر فآكل كثيراً وتتدمر عاداتي الصحية، أخاف أن أخيب ظن أهلي لأنهم يثقون بي كثيراً، والأكثر من ذلك أخاف ألا أكون في المستوى المطلوب مني كطالبة ثم كصيدلانية مسؤولة، ثم كامرأة مسلمة تساهم في بناء الحضارة وهذا أهم ما يقلقني.
أكره في نفسي هبوطها الثابت إلى نقطة الصفر، كرهت جمودي وشرودي الدائم، أندم كل لحظة على كل لحظة لم أنم ولم أتعلم فيها جديداً، كرهت كيف أنني مسلوبة الإرادة ولا أعيش الحياة التي أريدها إلا في خيالي، كرهت كيف توقفت عن ممارسة هواياتي وتأجيلها المستمر.
لا أريد أن أعذب نفسي أكثر فأقع فيما لا يرضي الله، أساساً أخاف أن يبغضني الله ويتخلى عني بسبب جمودي وفتوري، وإن كان قد شرفني برؤية الحبيب صلاة الله عليه يوصيني في منامي بالإخلاص في طلب العلم، وهذا ما زاد في معاناتي؛ لأنني أخاف ألا أنفذ الوصية وأعصي الله والرسول.
إن أفكاري مشوشة جدا وأطلب منكم -بعد الله- أن تنصحوني، وجزاكم الله الجنة.