السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 14 سنة، ومنذ سنة بدأت أنضج فكريًا، فبدأت أفكر كثيرًا في أي شيء كمستقبلي مثلًا أو نظرة الناس لي، ولكن بسبب كثرة التفكير أصبحت أكره نفسي بشدة، فأصبحت لا آكل لأيام حتى الإغماء، والجميع يعتقد أن السبب هو الرغبة في فقد الوزن، ولكن هذه طريقة أتخذها لتعذيب ذاتي. ولم أكتفِ بهذا فحسب، بل كلما شعرت بالحزن أجرح نفسي، وهكذا أحس بتحسن سواء بالضرب أو الخدش، وحتى بآلات حادة، لقد جربت كل هذا، فالبكاء لا يخفف عني كالجميع، بل أصبح شيئًا اعتدت عليه، فقد أبكي بكاءً شديدًا 3 مرات يوميًا أو أكثر.
فقدت المتعة في كل شيء، وأظن أنني إنسانة سيئة! فأنا لا أكره شكلي فقط بل نفسي بصفة عامة كما ذكرت سابقًا، وأفكر كثيرًا بصغائر الأمور فأصبحت أصدق أنه لا مستقبل لي غير الضياع أو الموت، فأنا إنسانة فاشلة، وحتى من هم معي في المدرسة يستهزؤون بي، وقد فكرت بالانتحار عدة مرات، وحاولت في البداية ولكن فكرت بأهلي وديني، وبعدها فقدت الاهتمام بوالديّ، فأنا عبء سيرتاحون منه بعد وفاتي.
الآن الشيء الوحيد الذي يمنعني هو خوفي من ربي وآخرتي، فأصبحت أكتفي بالدعاء على نفسي بالموت، وهناك مشاكل مع الأهل، فأنا أحس بعدم الحب من طرف الجميع حتى والدي، هم يوفرون الجانب المادي لكن لا يهتمون بالمعنوي، فهم يمنعونني من الخروج دائمًا ولا يسألون عني ويفضلون أختي، وأحيانًا يقومون بالتقبيل والمدح لها أمامي.
أصبحت أنفر منهم لكونهم لا يحترمون وجودي، وبسبب كثرة شجاراتنا، كما أنني أخبرتهم مرارًا بحاجتي إلى طبيب نفسي، فيكتفون بقول: "إنها مرحلة مراهقة ستمر، وأنتِ أكبر من الموضوع"، ويستهزؤون بحالتي!