السؤال
السلام عليكم.
عمري 28 سنة أعاني من صغري صعوبة عندما أتكلم مع ضيق في التنفس، وعند الجلوس بجوار أي شخص يتضايق مني في المنزل، أو في العمل أو المواصلات، ولا أدري ما هو السبب؟
السلام عليكم.
عمري 28 سنة أعاني من صغري صعوبة عندما أتكلم مع ضيق في التنفس، وعند الجلوس بجوار أي شخص يتضايق مني في المنزل، أو في العمل أو المواصلات، ولا أدري ما هو السبب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- أول ما عليك فعله: التخلص من القلق، والتوتر، إذا كنت تعاني من ذلك في بعض المواقف، وأفضل ما يمكنك فعله هو الاسترخاء، راقب نفسك وأنت تتكلم مع الآخرين، وعندما تبدأ بالتوتر خذ نفسا عميقا، وحاول أن تسترخي.
- لا تتحدث بسرعة؛ فهذا يجعلك أكثر توتراً، وقلقاً، وإذا ارتفع لديك مستوى القلق سوف تشعر بخفقان، وضيق بالتنفس، وسوف تنسحب من الموقف الاجتماعي، أو الحديث، وهذا ما لا نريده أن يحدث، وأثناء التحدث توقف قليلاً لثانية بين الجمل؛ فذلك يقلل من التوتر، لأنك بدأت توازن بين حركة التنفس والكلام؛ وبالتالي سوف تصبح أقل توتراً، وبعد أن تنجح ابدأ بإطالة الجمل.
اتبع طريقة "التدريب الذاتي": من خلال تخيل أنك تريد الحديث مع مجموعة عن أمر ما، ثمَّ قم بتسجيل فيديو قصير على هاتفك ثم شاهد هذا الفيديو، واحصر أخطاءك، قد تقول يفترض أن أقول (......)، أو لقد كنت متوترا جداً أثناء الحديث عليّ أن أسترخي، قم بمسح الفيديو، وسجل واحداً آخر. استخدم هذه الاستراتيجية يومياً حتى تشعر أنك أصبحت بالفعل تتكلم بثقة.
- أما عن الضيق الذي يحدث أثناء التعامل مع الناس في مواقف متنوعة؛ فهذا يدل على أن لديك (حساسية نفسية زائدة)، إزاء الأحداث والأشخاص. وفي هذه الحالة تكون ردود فعل الشخص مُبالغا بها إزاء المواقف التي يتعرض لها، أو الكلام الذي يُوَّجه إليه؛ فتراه يُفضل الابتعاد عن المواقف التي يعتقد أنها تولد فيه القلق والخوف أو تتطلب منه المواجهة -علماً أن هذا التصرف ليس هو الحل الأمثل لذلك- وهؤلاء الأشخاص يحاولون جاهدين ألا يكونوا في الواجهة ويفضلون دائماً أن يقفوا خلف من يدافع عنهم ويحميهم في البيت أو العمل ويتحدث باسمهم؛ فهذا يشعرهم بالارتياح المؤقت، ولكن هذا الارتياح سرعان ما يزول عندما يتعرضون لمواقف مماثلة أو أكثر إحراجاً من سابقاتها، إذاً الموضوع لن ينتهي لأن طبيعة الحياة مُتقلبة، ولا تسير دائماً بسلام وطمأنينة وهدوء على النحو الذي نتمناه.
فيما يلي مجموعة من الإرشادات النفسية التي قد تساعدك في تخطي مشكلة الحساسية الزائدة:
- اطرح على نفسك الأسئلة التالية: لماذا أقلق وأخاف من المواجهة؟ هل يوجد سبب حقيقي يجعلني أشعر بتلك المشاعر أم أنها مشاعر داخلية ليس لها مُبرر؟
- احصر المواقف التي يرتفع فيها مستوى القلق لديك، وقم بترتيبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً.
- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة وابدأ بتطبيق استراتيجية "الإزالة المنتظمة للتحسس النفسي" وصولاً إلى المواجهة، من خلال:
(أ) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.
(ت) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث) تصور الموقف يحدث، وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق.
(ح) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د) ارجع، وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.
بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى "التحسس النفسي المفرط" لديك عن طريق إزالة القلق، ولكي تجعل العلاج مُكتملاً فإن عليك الآن أن تفكر بهدوء بالتصرف الصائب في ذلك الموقف، وكيف تواجهه، وأن تُخطط لذلك بهدوء وحكمة؛ وسوف تُدهش عندما تكتشف أن قلقك في الماضي كان يجعلك تتوتر بشدة، وكان يمنعك من التفكير، أو التخطيط في هذا المجال، وكان يَحول دون أن تُفكر بوضوح في ذلك الموقف، وسوف يختلف الأمر كله الآن.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.