السؤال
السلام عليكم
هذه رسالة أود منها نصيحةً، وجواباً على كل ما فيها، وأرجو أن تضعوا أنفسكم مكاني، فإن شاء الله أجد ما أريد.
أعاني من مرض في قلبي، وهذا أتى بسبب كثرة النظر إلى الحرام، والتعلق بغير الله، واستصغار المعاصي، وعدم الحياء من الله.
قرأت كثيراً عن هذا وسألتكم مراراً، وبحثت أكثر وأسأل فلاناً وفلاناً، وهنا وهناك، ورغم أن الجواب هو نفسه، والعلاج واحد، لكن لا أعلم لماذا أواصل بحثي؟! كرهت نفسي بسبب كثرة بحثي وضياعي لوقتي.
هل هذا من الشيطان؟ أصبحت أمضي حياتي في البحث عن مشاكل قلبي، لا أنتفع إلا بما شاء الله، والحمد لله على كل حال.
أنا أعلم العلاج لا بل حتى إني عالجت نفسي، قرأت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتب الزهد ولكني عدت إلى مضلات الفتن، وتعلمت أسماء الله وصفاته، ومن ثم أيضاً عدت إلى الذنوب... حتى الآن أصبحت أعمى القلب، وأصبح صدري مظلماً، أشعر بهذا!
لا أملك شيئاً جديداً أفعله، أواجه فيه مشكلتي بل أصبحت ضعيفاً جداً، يداي لا أستطيع رفعهما للدعاء، وأبحث كثيراً عن أدعية أتشبث بها، لكن أيضاً لا أعلم ماذا أقول، بسبب شيء يخرج من قلبي.
أصبحت لدي خواطر سيئة في النبي صلى الله عليه وسلم، وأزواجه رضي الله عنهن، ربما هذا صار نفاقاً، لكني من داخلي أريد أن أكون صالحاً شاباً يغار على دينه، همه الإسلام محب للخير، رحيم بالبشر، أريد هذه القسوة والخواطر والغفلة والدنيا أن يخرجوا ولا أستطيع إخراجهم.
أعلم أنه باللجوء إلى الله يكفيني، لكن كفاني مراراً كثيرة، فأعطاني نوراً عظيماً كان بيدي أفسدته، وأعطاني حباً للقرآن أنا أفسدته، وأعطاني كثيراً ولكني ظلمت نفسي أكثر الآن، وأقف تائهاً لا أعلم ماذا أفعل؟ وأين أذهب؟ حتى إني أصبحت أغار أو بالأحرى أتضايق من أن شخصاً هداه الله؟! يئست من إصلاح نفسي، وأن أكون صالحاً أو متقرباً إلى الله، أريد الآن فقط أن أدخل الجنة، لا أريد الدخول إلى النار.
كنت مجتهداً، أريد أن أكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، الآن لا أفكر بهذا، أتمنى فقط أن أدخل الجنة، ولو كنت متسولاً فيها لا أبالي، فهذا يبقى أفضل من أن أتعذب في النار، والتسول في الجنة يكون هذا كرامة عظيمة من الله لي، رغم ما فيَ من فساد وفسوق، أشياء شنيعة وبشعة.
جزاكم الله خيراً.