الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على بيتي مع تقصير زوجي في حقوقنا؟

السؤال

السلام عليكم

زوجي يتحدث مع فتاة (كلام حب)، وعندنا في البيت عيال -ما شاء الله- في سن الزواج ومراهقون.. لا أعرف ماذا أفعل حتى لا ينهدم البيت؟

زوجي لا يعطيني النفقة، يقول لأني أشتغل، ويأخذ مني مبلغًا لأجل رسوم المدرسة، ولا يعطي العيال النفقة، يقول لأنه يدفع الرسوم المدرسية؛ ولأنه يشتري أغراض البيت، فما الحل؟

بارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sum حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصلح حال زوجك، وأن يبارك في أعماركم، إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: قد فهمنا من حديثك ما يأتي:

1- الزوج يتواصل مع فتاة لا تحل له، ويكلمها في ما لا يجوز.
2- لا ينفق على الزوجة؛ لأنها تعمل.
3- لا ينفق على أولاده.

فإذا كان ما فهمناه صحيحاً، فاعلمي بارك الله فيك، أن هذا التواصل المحرم لا بد فيه من الحكمة في التعامل، ونحن ننصحك بما يأتي:

1- لا تظهري له معرفتك بما يحصل.
2- أظهريه بمظهر الرجل المحافظ في البيت، والذي هو قدوة للجميع، حتى إن عصى يكون سراً، فالمعصية في السر أهون على الترك من الجهر.
3- الاجتهاد في زيادة معدل التدين عند زوجك عن طريق وضع خطط عملية، منها إقامة بعض الصلوات النافلة في البيت، قراءة ورد من القرآن، المحافظة على الأذكار، كذلك عن طريق تعميق صلته بأحد من أهله، أو أصدقائه الصالحين، والأفضل عقد لقاءات معهم.

4- ترسيخ مبدأ الحوار بينكم على أن يتميز بالشفقة عليه، مع تقديرك له وإظهار حرصك عليه، ونرجو منك أن تحدثيه عن حبك له، وحنينك إليه، بلغة الشفقة التي تحمل التقدير له، واحذري -أختنا- أن تجعليه في مواجهة نفسه، أو تضعيه في موقف ضعيف لا يستطيع الإجابة عن نفسه؛ لأنه سيتحول ساعتها إلى إنسان ينتصر لنفسه بالباطل حتى يثبت رجولته، وسيقابلك بكلام قوي وربما جارح، ليس لأنه معتقدًا فيه، ولكن فقط لإثبات رجولته، أو هروباً من موطن الضعف هذا، وخير وسيلة إلى تجاوز تلك المرحلة معاملته بنوع عالٍ من التقدير له ولشخصه.

5- نريد منك أن تكرري دوماً عليه السؤال عن الأشياء التي يحبها منك، أو التي يشعر أنك مقصرة فيها، وكذلك فتشي أنت في أي تقصير منك، وستجدين بعض الأمور فلسنا ملائكة.
6- ابتعدي -أختنا- عن التفتيش خلفه، فإن هذا يحول حياتك إلى جحيم لا يطاق.

وأما السؤال الثاني والثالث، فلا شك أن النفقة واجبة عليه، وأنه بفعله هذا قد خالف الشرع، لكن لا نود طرح هذا الموضوع الآن؛ لأنه سيعمق الهوة الموجودة، وابدئي -أختنا- بمعالجة ما ذكرناه أولاً.

وأخيراً -أختي الفاضلة- عليك بالدعاء والإلحاح على الله خاصة في أوقات الإجابة أن يصلحه الله لك، فلا يخفى عليك أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، وقلب زوجك بين أصبعين من أصابع الملِك -جل جلاله سبحانه-، فعليك بالإلحاح على الله تبارك وتعالى، والدعاء في أوقات الإجابة خاصة في جوف الليل أن يصلحه الله لك، وأن يعافيه من هذا البلاء، وأن يرده إلى رشده، وأن يعيد إليه صوابه، والله تبارك وتعالى قادر، فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي من روح الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً